نهر النيل، أطول أنهار العالم، يجري عبر قلب قارة أفريقيا الشرقية الشمالية بطول مذهل يبلغ ٦٦٤٩٫٨ كيلومتر مربع، مما يجعله شريان حياة لأكثر من ١٠٠ مليون شخص يعيشون حول مجراه الواسع. بداية هذا العملاق هي في بحيرة فيكتوريا، الأكبر حجماً والأعلى تدفقاً ضمن ثلاثة منابع رئيسية للنهر. ومع انطلاق المياه من منبع بحيرة فيكتوريا بوغندا، تتعرج رحلة النيل عبر القارات الأفريقية، لتمر بعد ذلك بمصر والسودان وغيرهما من الدول المؤثرة على مصيره الاقتصادي والثقافي والديني.
يتمتع حوض نهر النيل بتعدد المناخات، فتتراوح الظروف البيئية من الاستوائي الرطب في الجزء السفلي حتى الصحراوي الجاف عند المنبع العلوي بالقرب من مصادره الأصلية. يصاحب هذا الاختلاف التنوع البيولوجي الكبير، إذ يعد نهر النيل واحداً من أكثر الأنهار ثراءً بالحياة البرية والمائية. تبدأ قائمة الثروة الطبيعية بكائنات بحرية صغيرة كالأسماك والسلاحف والطيور ذات الأنواع المختلفة بما فيها النسور والنعار الصغير وكذلك الزواحف الخبيثة مثل تمساح النيل المدمر المعروف بفروه الثقيل وطوله الذي قد يصل إلى ستة أمتار تقريبًا.
وفي حين يشكل نهر النيل منبع رزقه للعديد من الشعوب بجوانبه الغذائية والاقتصادية، إلاَّ إنه يستوجب علينا أيضًا واجبات تجاه المحافظة عليها وعلى المستقبل للأجيال المقبلة. ينطوي دورنا كمستخدمين لهذه الهبة الربانية ضمن الإدارة الفعالة والمستدامة لموارد النهر وضمان عدم تعرض نظامه البيئي للتآكل بسبب الضغوط البشرية المكتسبة حديثًا - إن دل ذلك فهو يدل على أهميته التاريخية والحاجة الملحة للحفاظ عليه الآن وفي المستقبل كذلك. وبالتالي فإن مسؤولياتنا تتمثل ليس فقط فيما نحصل عليه ولكن كيف نساهم بإعادة نسبة بسيطة منه لحفظ توازن النظام البيئي للنهر وكل مخلوقاته وزراعيه بغرض ضمان مستقبل بيئة صحية وخضرية لكل شيء حي فيه.