يقع جبل سانت كاترين، الواقع في محافظة جنوب سيناء بمصر، تحديدًا قرب مدينة سانت كاترين ذات الإسم المتصل باسم القديسة كاترين المسيحية حسب التقليد. يُعتبر هذا الجبل ذو القيمة التاريخية والدينية البارزة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. ويشتهر بأنه الأعلى قمةً في مصر، إذ يصل طوله إلى حوالي ٢,٦٤٢ متر فوق مستوى سطح البحر.
يشهد تاريخ جبل كاترين وجوداً بشرياً منذ القدم. فقد ورد ذكر له في الكتاب المقدس حيث يقول البعض أنه الموقع الذي غادر منه النبي موسي بعد حصوله على وصايا الله حسب اليهودية والمسيحية والإسلام أيضاً. أما بالنسبة للإسم فهو يعود للقديسة كاترين التي تعتبر إحدى الشخصيات الرئيسية في المسيحية الشرقية. ومع مرور الوقت، أصبح الجبل مركز جذب للحجاج المسيحيين الذين يعتقدون أنها دفنت هناك.
بالانتقال إلى الجانب الديني، فإن دير القديس كاترين الكبير يوجد تحت قاعدة جبل كاترين مباشرة ويعرف أيضا بدير الرسل الثلاثة. يعود تأسيس هذا الدير لأكثر من ألف عام خلال فترة الإمبراطورية البيزنطية، مما جعله واحداً من أقدم الأديرة المحافظة على هويته الأصلية حتى الآن. يتميز الدير بثرائه الفني والثقافي مع العديد من الأعمال الفنية والمعمارية الناجزة والتي تشكل جزءاً أساسياً من تراث الثقافة البيزنطية.
أما بالنسبة لزيارة الجبل فهي تجربة فريدة حقاً. إنها رحلة مفعمة بالإثارة والتاريخ حيث يمكن للسائح الاستمتاع بالنظر في التفاصيل الجميلة للهندسة المعمارية القديمة للدير وكذلك المشي على خطوات الزمن الماضي بين آثار وآثار أخرى مذهلة مثل باب الدخول الشعبي والذي عمره أكثر من ١٤٠٠ عام. كل هذه العناصر مجتمعة تضيف عمقاً روحانياً هائلاً لهذه التجربة الروحانية الفريدة. بالتالي، يعد جبل سانت كاترين وجهة ليس فقط للباحثين عن المغامرات الطبيعية ولكنه أيضًا لمحبّي السياحة الروحية والعلمانية بنفس القدر.