يعتبر جبل نور أحد المعالم البارزة في تاريخ الإسلام، وهو يقع بالقرب من مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. يحمل هذا الجبل أهمية دينية عميقة تعود إلى دورها المحوري في قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الوحي الإلهي. يُعرف أيضاً بجبل حراء، والذي يعد اسمه مشتقاً من الحراية التي كانت تتبادلها العرب القديمة هناك للتداول والتواصل بين القبائل المختلفة.
في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان، بدأ وحي جبريل ينزل على الرسول الكريم عندما كان يصلي في كهف صغير داخل جبل نور. هذه التجربة الروحية العميقة شكلت بداية الدعوة الإسلامية ودور النبي محمد كرسول للبشرية جمعاء. كان الكهف ذو موقع سريالي ومتميز، مما زاد من خصوصية تلك اللحظات المقدسة.
استمر الرسول محمد في الصلاة والتأمل في نفس المكان لمدة ثلاث سنوات قبل أن يُكلف رسمياً بإرشاد قومه نحو الطريق المستقيم. وقد ترك ذلك أثراً عميقاً ليس فقط لدى المسلمين بل لدى الآخرين الذين تأثروا بكلمة الحق والعدل التي حملتها رسالته العالمية.
بالإضافة إلى الدلالة الروحية والجوانب التاريخية المرتبطة به، فإن جبل نور يشكل مثالاً حيّاً لقيمة التسامح والفداء الأساسية للإسلام. فمن خلال رحلات الرسول المتكررة إلى هذا الموقع الهادئ والمطمئن ظهرت روح الرحمة والإنسانية التي تدعو إليها العقيدة الإسلامية.
وتأكيداً لهذه الأهمية، فقد قام الملك عبد العزيز آل سعود بتأسيس مسجد على مقربة مباشرة من موقع الكهف تكريماً لتلك الذكريات النبوية الخالدة ولإشادة بجهود النبي محمد صلى الله عليه وسلم المبذولة لتحقيق السلام العالمي وتوحيد المجتمع الإنساني تحت مظلة العدالة والدعوة للهداية والقيم الأخلاقية الحميدة.
إن جبل نور يمثل أكثر من مجرد معلم طبيعي؛ إنه شهادة على قوة الإيمان وعظمة الفداء والتسامح التي تحملها ثنايا الدين الإسلامي الحنيف. وعلى مر الزمان سيستمر جذب هذا الموقع للأرواح الطيبة بحثا عن الراحة الروحية والحكمة والعظة عبر تجارب عظماء مثل الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.