تُعدُّ البحيرات المرة واحدة من أهم المعالم الجغرافية والمعماريات الهندسية في شمال شرق مصر، تحديدًا ضمن نطاق نطاق محافظة بور سعيد الواقعة بالقرب من ساحل البحر المتوسط. هذه المنطقة الغنية تاريخيًا تشتمل بشكل خاص على قسمين رئيسيين متصلين بكهف ضحل تحت الأرض، هما بحيرة مرّة كبيرة وبحيرة مرّة صغيرة؛ ويصل مجموع مسطحهما لما يقارب ٢٥٠ كم². وقد سُميت هكذا نسبة لملوحتها الناتجة عن تركيز الأملاح الذائبة فيها نتيجة للتبادلات الطبيعية مع مياه بحرَيْ الحبش والميت المتصلة عبر شبكة معقدة من الخنادق والقنوات الداخلية والخارجية.
كانت هذه الوادي الصحراوي سابقًا تُعرف باسم "وادى المواسير"، ولكن عندما أمر الرئيس جمال عبد الناصر بإجراء أعمال هندسة عملاقة خلال فترة حكمه الخمسينية بهدف تحسين تدفق حركة مرور سفن التجارة الدولية داخل منطقة مضائق قناة السويس الاستراتيجية الهامة عالمياً - والتي تعد حلقة وصل مهمة جدًا بين أسواق الشرق القديم والعالم الجديد غربا - قام بتوجيه المهندسين لبناء ما يعرف الآن بـ "تفريعة المرّة"، وذلك بهدف خلق طريق مباشر ومستقر للأوعية البحرية الراغبة بالتوجه نحو جنوب الوطن العربي وأفريقيا وآسيا. وتمكن هذا المشروع الفريد بالفعل من تحقيق هدف تخفيف الضغط الواقع حاليًا عند مدخل القناة الرئيسي حيث يتم احتجاز العديد منها لفترة طويلة نسبياً قد تمتد لأيام عديدة مما يؤثر تأثيراً سلبيًا ملحوظاً على قدرتها التشغيلية وعلى اقتصاد البلاد أيضًا نظرًا لاستنزافه موارد هائلة تبدأ بصيانة تلك المنشآت العملاقة وانتهاءاً بخزن الوقود اللازم لساعات انتظار الطوابير الطويلة قبل دخول الممر الآمن المؤدي لبحر العرب أو مضيق باب المندب الدائر حول رأس الرجاء الصالح قبله مباشرة باتجاه المصارف العالمية الأخرى خارج حدود الدولة تماماً.
ومن ناحيتها البيئية، فإن وجود مثل ذاك الحوض الكبير ذو القدرة الاحتوائية المرتفعة جعل منه واحداً مميزات طبيعيّة فريدة تستحق التأمل والترويج المحلي والدولي سواء فيما يتعلق برصد تأثير تغيرات المناخ المستقبلية عليه أم استخدام دوره الحيوي كنقطة جذب سياحي جاذب خاصة بشاطئه الغربي المطلة مباشرة على مدينة الاسماعيلية الحديثة بالإضافة الى مجتمعاته التقليدية الصغيرة المنتشرة على طول أراضيه الرملية المكشوفة أمام رياح الموسم الصيفية المعتدل نسبيّا نسبيّا بالمقارنة بسواحل سيناء الحارقة. كما يساهم غزارة الانتاج السنوي لبعض أصناف الأسماك فيه باكتساب مكانته الاقتصادية الخاصة داخل منظومة الزراعة والثروة السمكية الوطنية الموجودة أساسًا منذ القدم بمختلف مناطق الجمهورية المختلفة باستثناء بعض المناطق صحراوية جدا كالحدود الشمالية لنهر النيل مثلا. لذلك يبدو واضحا مدى اعتماد النظام الاقتصادي المصري التقليدي بدرجات متفاوتة على استقرار عمل هذاjsii1 وهذاjsii2 المزدوج التعقيد ولكنه شديد الفائدة رغم قِدمه التاريخي الظاهر للعين المجردة يوميا أثناء رحلتكم فوق أرض أرض القدماء والاستمتاع بجولة تعريفية ممتعة برفقة دليل مختص بالأحداث والأحداث غير العادية التي مرت بهذا الموقع الشعبي الأشهر بلا منافسٍ له ولطبيعه الطبيعة الثاقبة دائمَا مهما تغير الحكم ونظام الحكم سياسيا واجتماعيا!