يتشكل النفط، المعروف أيضاً باسم الذهب الأسود، بطريقة مذهلة تعود جذورها إلى مليارات الأعوام مضت. هذا المنتج الاستراتيجي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة البرية البحرية القديمة، حيث تنبعث الحياة من خلال إحياء تلك الأنواع المنقرضة اليوم.
كانت البيئة الأولى لتكوين النفط هي الشعاب المرجانية والثروات البحرية القديمة قبل عشرات الملايين من السنين. هناك، كانت النباتات الطحلبية الدقيقة وأشكال الحياة البحرية الصغيرة تتجمع بحرية في مياه الضحلة. لكن مصير هذه الثراء كان مختلفاً عما نتصوره الآن - فقد دفنت طبقات الرواسب المتراكمة لهذه النظم الإيكولوجية القديمة تحت ضغط المناخ والأحداث الجيولوجية المستمرة.
مع مرور الوقت، وخاصة عندما جفت المياه تدريجيًا تاركة خلفها وحقول رسوبات كبيرة، شهدنا ولادة أحواض رسوبية فريدة تحمل بين طياتها بذرة تقنية عظيمة مستقبلًا. وبفضل ظروف خاصة تشمل ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأوكسجين وضغط هائل، خضع المجمع العضوي المحصور لتحول كيميائي عجيب نحو الوقود الاحفوري الذي أصبح فيما بعد مصدر الطاقة الأكثر استخدامًا عالمياً.
هذه العملية المركبة والبركانية والتي تستغرق وقتا طويلاً نتجت عنها مادتان رئيسيتان هما الكيروجين والهيدروكربونات - الأخير منها يعد أساس وجود النفط الخام نفسه. غالبًا ما تحتوي تركيبة الهيدروكربونات على نسبة مرتفعة يصل نسبتها إلى تسعين بالمئة من ذرة الكربون مع إضافة أيونات وفيرة من الهيدروجين؛ وهو ما يعطي لها القدرة الهائلة للاستيعاب الحراري وكفاءته عالية جدا مما جعله مورد حيوي ومصدر حيوي للديزل والبنزين وغيرهما الكثير مما يدعم اقتصاد العالم الحديث.
بعد استخراج النفط من مكامن الترسيب العميقة لنظام القشرة الأرضية، تبدأ مرحلة أخرى مثيرة للاهتمام وهي إعادة التصنيع والتكرير بهدف تحقيق أعلى قيمة ممكنة لأجزاء كل برميل زيت خام خام. تتم هذه الخطوة باستخدام جهاز تقطير تجزئي يقسم البترودول بمختلف مداخيله حسب درجة انصهاره لكل نوع ضمن عموده الخاص بالتسخين التفاضلي. بذلك يستطيع المكلف بتصميم مصفاة البترول الوصول مباشرة لسوائله النهائية المرغوبة بأنسب طريقة ممكنة لإنتاج مشتقات متعددة ذات خصائص مميزة خصائص التشغيل الخاصة بها وكذلك المواصفات التقنية الواجب توفرها فيها سواء أكانت سلعة نهائية تشغل السيارات أم غير ذلك من وسائل نقل واستخداماته الصناعية العديدة!
