يتمتع حجر الزمرد بتاريخ طويل وغني يعود جذوره إلى الحقبة الفرعونية القديمة حيث كانت صحراء النوبة المصدر الرئيسي لهذا الحجر الكريم في تلك الفترة. وقد ازدهرت التجارة بهذا الحجر بين مصر وفارس والهند. حالياً، لا تزال هناك عدة مناطق حول العالم تعد ثرواتها الطبيعية بمواقع استخراج حجر الزمرد الأندر والأكثر شهرة.
في كولومبيا، تُكتشف قطعٌ نادرة ومتفردة من هذا الحجر ذو الشفافية العالية والقوة الملونة بدرجة زاهية، والتي تتراوح ألوانه الفاخرة بين مختلف ظلال الاخضرار الناعم والدفيء. توفر الظروف الجغرافية المحلية والجيولوجية الخاصة بيئة مثالية لتكون الزمرد بجودة عالية وبكميات كبيرة نسبياً مما يجعل منها وجهة رئيسية لاستخراج هذا الحجر الثمين.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز دول مثل أفغانستان وزامبيا وزيمبابوي بتوفر موارد مهمة من أحجار زمرد ذات جودة أقل ولكن لا تزال تعتبر ذات قيمة سوقية ملحوظة بسبب ندرتها وشهرة استخدامها التقليدية في المجوهرات والتراث الشعبي لهذه المناطق. كذلك تمتلك روسيا هندسة جيولوجية بحرية فريدة تسمح باكتشاف كميات معتبرة من الزمرد البحري - وهو نوع مميز يتميز بخلوصه المائي وصفائه الرائعين.
وفيما يتعلق بالمناطق الافريقية الأخرى، تشتهر جمهورية الكونغو الديمقراطية بنوع آخر يسمى "كينشاسا"، بينما تستضيف مدغشقر مجموعة متنوعة من الأنواع بما في ذلك "زمرّد ماراكوتشي". حتى بالنسبة لأجزاء بعيدة عن تصورات العديد ممن يفكرون بالحصول عليها، فقد تم اكتشاف مواقع جديدة لإنتاج الزمرد مؤخرًا في مناطق مختلفة عبر القارة الأمريكية الجنوبية بما يشمل البرازيل وغيرها.
إن وجود حجر الزمرد ليس مجرد حقائق علمية وجغرافية فقط ولكنه أيضاً قصة تراث وعادات قديمة يجتمع بها التاريخ الإنساني والثورة البيئية الطبيعية.
