جبل طارق، المعروف أيضاً باسم "Gibraltar"، يحمل اسمه تكريمًا للقائد الإسلامي الشهير طارق بن زياد. يقع هذه الجبل الاستراتيجي عند مدخل مضيق جبل طارق، وهو جزء مهم من المملكة المتحدة. تغطي سفوحه مساحة تقدر بحوالي 6.73 كيلومتر مربع فقط، لكن موقعه الفريد بين البحر الأبيض المتوسط وإسبانيا جعل منه نقطة جذب سياحية واقتصادية هامة.
يتمتع مناخ جبل طارق بملامح بحر الأبيض المتوسط المعتدل، صيفٌ دافيء وجاف وشهرشتاء رطب وأكثر برودة. درجات حرارته المعتادة يوميًا تسجل حوالي ٢٢ درجة مئوية خلال النهار ونحو ١٥ درجة ليلاً. تشكل الأرض الرملية والحجرية أساس تضاريس هذا المكان، حيث ترتفع الصخور حتى يصل ارتفاعها لأعلى نقطة تبلغ نحو ٤٢٦ متر فوق مستوى سطح البحر. مظاهرها الطبيعية الخلابة تُبرز جمال العالم الطبيعي عبر الوفرة الغنية بالنباتات المحلية والقوارض البرية بما فيها الثعالب والأرانب ورئيسيات المكاك البربرية - النوع الأخير يعيش هنا حصريًا بالمملكة المتحدة خارج موطنه الأصلي المغرب العربي.
إن الاقتصاد المحلي لجبل طارق يعتمد بدرجة كبيرة على مجموعة متنوعة من القطاعات؛ تبدأ بتسهيلات التجارة الخارجية غير المقيدة - مما يسمح باستيراد منتوجات مختلفة كالسيجار وكحول ومعطرات وغيرها- وانتهاء بإيراداته الأخرى المستمدة من الخدمات المالية والسياحة والتوسعات العمرانية وصناعة الإلكترونيات المنتشرة هناك. بالتالي يمكن اعتبار كل تلك العوامل الداعمة لنمو مجتمع صغير ولكنه ناشط للغاية وسط المناظر الخلابة لسفح أفخر ثلاث مناطق محتلة حول العالم وهي جبل طارق وجزر فولكلاند وسانت هيلينا.
