تقع سلسلة جبال البحر الأحمر الوعرة وسط الهضاب الشرقية لإثيوبيا، مُشكلًا واحدةً من أجمل وأندر المناطق الطبيعية في القارة الأفريقية. هذه الجبال التي تمتد لمسافة تقدر بحوالي 850 كيلومتراً، تعد جزءاً أساسياً من نظام جبل آدامايتا الكبير والذي يمتد عبر إثيوبيا وإريتريا. تُعرف أيضاً باسم "جبل آدامايتا الإيثيوبي"، وقد حاز هذا الموقع الفريد على اعتراف اليونسكو بموجب لقب موقع تراث عالمي منذ عام 2011 لما يتمتع به من تنوع بيئي غني وفريد.

تشتهر سلسلة جبال البحر الأحمر بطبيعتها الخلابة والمذهلة والتي تتضمن مجموعة متنوعة من المناظر: تبدأ الرحلة بجوار البحيرات النهرية الجميلة مثل بحيرة هاولتا وبركة كيرونيلا قبل الوصول إلى قمم جبالها المرتفعة الضخمة المغطاة بغابات استوائية مورقة تضم أنواع نباتية نادرة ومهددة بالانقراض. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه المنطقة ملاذاً للعديد من الأنواع الحيوانية النادرة والحساسة البيئة، بما فيها الطيور الغواص والنسور وغيرها الكثير مما يدعم أهميتها كممر حيوي للحياة البرية المحلية.

تُعتبر الأراضي العالية لجبال البحر الأحمر موطنًا للمئات من السكان المحليين الذين يعيشون حياة بدوية بسيطة تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وصيد الأسماك والتجارة الصغيرة. إن الثقافات التقليدية لهذه المجتمعات هي الأخرى مصدر جذب يستحق المشاهدة ويقدم نظرة ثاقبة حول تاريخ وحياة شعب عاش لعصور تحت ظلال تلك الجبال الشاهقة فوق مستوى سطح البحر بحوالي ثلاثة آلاف متر.

بالإضافة لذلك فإن السياحة البيئية تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي وفي الحفاظ على سلامة النظام البيئي الخاص بالسلسلة الجبلية وذلك بسبب تشديد السلطات الإثيوبية على ضرورة إدارة موارد الجبال بطريقة مستدامة وبحماية متكاملة للنظم البيئية الموجودة بها وبالتالي فالزائر هنا لن يشعر فقط بالإبهار أمام جمال طبيعي عظيم وإنما سيشارك أيضا في فعل ذات معنى وهو المساعدة في حفظ واحد من آخر بقايا العالم القديم غير المنمّقة. إنها حقاً رحلة تستحق كل دقيقة قضيتها فيها سواء كنت محباً للطبيعة أم باحثاً عن مغامرات طبيعية جديدة!