- صاحب المنشور: فؤاد بن زروال
ملخص النقاش:
في عالم يتجه نحو التركيز المتزايد على التنمية المستدامة والأمن الغذائي، ظهرت أزمة الغذاء العالمية كواحدة من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية. هذا الوضع المعقّد ينجم عن مجموعة معقدة من العوامل تتضمن تغير المناخ، ارتفاع الطلب المحلي والدولي على المواد الغذائية، الحروب والصراعات، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام الزراعة الحالي الذي يعتمد بكثافة على الأسمدة والمبيدات الكيميائية يساهم أيضًا في تدهور خصوبة التربة وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
لتعزيز الأمن الغذائي وتوفير حلول مستدامة لهذه القضية المتعددة الجوانب، هناك عدة طرق يمكن اتباعها. أولاً، يجب تعزيز البحث والتكنولوجيا لتحسين الأصناف النباتية والثروة الحيوانية لتكون أكثر مقاومة للجفاف والحرارة الشديدة. ثانياً، تشجيع الزراعة الدائمة والزراعة العضوية والتي تعتبر أقل ضرراً بالبيئة وأكثر استدامة. ثالثاً، تحسين الوصول والمشاركة في الأسواق الغذائية، خاصة بالنسبة للمزارعين الصغار الذين غالباً ما يعانون من عدم القدرة على دخول السوق أو الحصول على أسعار عادلة. رابعاً، تطبيق سياسات غذائية متكاملة تجمع بين الصحة العامة والتنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية. أخيراً وليس آخراً، زيادة الوعي حول دور النظام الغذائي الصحّي والمستدام في دعم الأمن الغذائي العالمي.
هذه هي الخطوات الأولية نحو بناء نظام غذائي عالمي أكثر مرونة واستدامة، مما يساعد في تقليل الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. إنها مسؤوليتنا جميعا للعمل سوياً لخلق مستقبل أفضل حيث يتمتع الجميع بحقهم الطبيعي في الغذاء الآمن والمتنوع.