نهر النيجر: منابعه ومجرى مياهه عبر القارة الأفريقية

يعد نهر النيجر أحد أهم الأنهار في قارة أفريقيا، وهو مصدر رئيسي للمياه لأكثر من عشر دول تتوزع بين غرب ووسط القارة. ينبع هذا النهر العظيم من جبل كافاتاس

يعد نهر النيجر أحد أهم الأنهار في قارة أفريقيا، وهو مصدر رئيسي للمياه لأكثر من عشر دول تتوزع بين غرب ووسط القارة. ينبع هذا النهر العظيم من جبل كافاتاسو في غينيا ويبلغ طوله حوالي 4180 كيلومتراً قبل أن يصب أخيرًا في خليج غينيا. يساهم نهر النيجر بشكل كبير في دعم الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة المطلة عليه، حيث تعتمد العديد من المجتمعات المحلية على مياهه للزراعة وصيد الأسماك والشرب.

يمر مجرى نهر النيجر بعدة مراحل أثناء رحلته الطويلة عبر القارة. تبدأ مراحله الأولى عند المنبع حيث يتدفق من الجبال الوعرة لغينيا باتجاه الجنوب الشرقي نحو بوركينا فاسو والنيجر ومن ثم شمال نيجيريا. خلال هذه الرحلة المبكرة، يشكل النهر عدة شلالات مثل شلالات كاراي وشلالات أغواكا التي تكسبها جمالاً خاصاً وتجعل منها مناطق جذب سياحي مهمة. كما يعبرها بعض التحويلات الرئيسية لتوليد الطاقة الكهرومائية واستخدام المياه للري الزراعي.

مع تقدم مساره جنوباً، يخترق النهر جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا وساحل العاج وأخيراً بنين، مما يسمح بتوزيع ثرواته المائية الغنية على مجموعة واسعة من البلدان والمجتمعات المتنوعة ثقافياً واقتصادياً. وفي نهاية رحلته الحافلة بالمناظر الطبيعية الخلابة والمعالم التاريخية، يصل إلى دلتا نهر النيجر الواسعة والتي تغطي جزءاً كبيراً من ساحل نيجيريا البحرية، حيث تنضم إليه روافده العديدة ليشكل معاً واحدةً من أكثر المناطق غنى بالنظم البيئية ذات التنوع الحيوي الفريد والأثر الثقافي البالغ الأهمية.

وبهذا فإن مصب نهر النيجر ليس محصورا فقط في نقطة إنهاء جريانه ولكن يمتد لتشمل التأثير الاقتصادي والثقافي والجغرافي لنظام نهر النيجر الشامل والذي يعد ركيزة أساسية لحياة ملايين البشر الذين يقيمون بالقرب منه حول منطقة وسط وغربي إفريقيا.


التطواني بن بركة

12 مدونة المشاركات

التعليقات