كيف يتحول الماء إلى ثلج: رحلة عبر دورة المياه

يتمتع كوكبنا بميزة فريدة تتمثّل في وجود كميات هائلة من الماء تشغل نحو %70 من سطحه الكلي. يأخذ هذا العنصر الحيوي أشكالًا مختلفة حسب ظروف الضغط والتغيرا

يتمتع كوكبنا بميزة فريدة تتمثّل في وجود كميات هائلة من الماء تشغل نحو %70 من سطحه الكلي. يأخذ هذا العنصر الحيوي أشكالًا مختلفة حسب ظروف الضغط والتغيرات الحرارية؛ فهو يمكن أن يكون سائلاً, صلبًا, أو غازيًا. سنركز هنا على إحدى تلك الأحوال الرائعة - الثلج - وما يحيط بتكوينه من خلال دراسة عميقة لدورة المياه.

الثلج ليس سوى شكلاً آخر من أشكال الماء إلا أنه يدخل مرحلة جديدة تمامًا حين ينخفض تركيز الطاقة فيه بما يكفي لحشر ذراته بطريقة منظمة أكثر ترتيبًا. تحدث بداية عملية تحويل الماء إلى ثلج عادة ضمن الغلاف الجوي أثناء فصل الشتاء خاصة فوق مناطق ذات برودة زائدة سواء كانت مرتفعات جبيلة عالية الارتفاع أم مناطق قطبية شمال وجنوبا.

تلعب "نويات التكثُّف" دورًا أساسيًا بكفاءة هذه العملية حيث تعمل كنواة ثابتة حولها يتم جمع جزيء مائي واحد بعد الآخر لتكوين كريستالات ثلجية دقيقة . تكبر these tiny snowflakes بسرعة مذهلة لكن سرعان ما تصبح ثقيلة للغاية بحيث تفقد قدرتها الطفوانية مبتعدة بذلك عن منطقة تغليفها المحمي ناحية الظروف الأرضية أدناه. إذا حدث وهذا يعني بدوره اندساس بعض الرياح النافع للأعلى ، فقد يستمر النمو بينما تنقل الريح كل كتلتها جنبا إلي جانب قبل الوصول أخيرًا إلى مستوى مناسب للتجمع مجددًا وسكب نفسه تحت عنوان العاصفة الثلجيّة الشهيرة!

إن تشكيل بلورات الثلج المعقدة والذي يبدو لنا مشابه لبنية سداسية الشكل يعود لفكرة بسيطة تتعلق باتزان طاقة الذرة الواحدة لمجموعة جزيئات الماء المجمعة حديثًا : فبينما تبقى معظم البلورات على حالتها المكعبة بسبب مقاومتها للحرارة والعوامل المؤثِّرة الخارجية بشكل عام -وما إن يصل الأمر إلى ارتفاعات وأوضاع موسمية معينة فقط – قد تمر تلك التركيبيات الخاصة بسلسلة تطور واسع وشبه عشوائي يحتاج لإعادة النظر مرة واحدة او اخرى لكل منها وفقا لشروط واقعية غير قابله للاستنتاج بناء علي تاريخ السابق لها فقط.

ومن الجدير ذكره أيضا بأن تأثير الطبقات المثالية لهذه البلورات رباعي الاتجاه يشجع بلاشك على امتصاص المزيد من الماء الزائد مما يحول دون انتشار الفصول المعتدلة ويترك الأمور مفتوحة امام احتمالات الحصول على يوم جديد مغطاة باسرانه البيضاء البيضاء! إذ نرى فعلا مدى ارتباط الثقافات الشعبية بكل عناصر المناظر الربيع والخريفي القارسة، فهي ليست مجرد مجرد رواية خيالية ولكن واقع مرئي واضح للعين المدربة جيدا!.

هذه العلمية الفيزيائية الغامضة والمعبرة هي الجزء الأكبر من قصة الحياة اليومية داخل دائرة دوران الأشياء الطبيعية الخلقية، وستظل محل بحث اهتمام علماء الأرصاد وحب الاطفال الذين يرسمون صورتهم الصغيرة باستخدام أيديهم لنحت رجل الثلج الخاص بهم وسط أحضان البركة الرقيقة المنصهرة بإثارته الدائمة ... إنها حقا مفارقة عجيبة تستحق التأملك واستحضار مشاهد الماضي لمن عاش ليراه مرة أخرى !


عبد الغفور المدغري

10 مدونة المشاركات

التعليقات