تشتهر دولة النمسا بتاريخها الغني وثقافتها الفريدة ومناظرها الطبيعية الخلابة، ولكن ما يجعل منها مكانًا مميزًا بشكل خاص هو وجود واحدة من أهم المعالم الطبيعية العالمية - كهوف إيزرايسنفلت الجليدية. تُعتبر هذه الكهوف الأكبر من نوعها على مستوى الكوكب، وهي شاهدة على جمال وروعة عالم تحت الأرض غير معروف للكثيرين.
تقع كهوف إيزرايسنفلت الرائعة ضمن مقاطعة سالزبورغ، محاطة بجبال ومعالم جبلية مهيبة وأنهار متجمدة. الاسم الألماني لهذه الكهوف يعني حرفيًا "كهوف الثلوج"، وهو وصف مناسب للغاية نظراً لطبيعتها الجليدية الدائمة. اكتشاف هذا الصرح الطبيعي يعود إلى القرن التاسع عشر عندما قام المستكشف النمساوي ألكسندر فون مورك بتحديد موقعه لأول مرة منذ حوالي ١٤٠ عام مضت. اليوم، أصبح مركز زوار يقصدونه الآلاف سنوياً للاستمتاع بجولة فريدة عبر ثقوب وشقوق عميقة خلدنا فيها الزمن نفسه.
وفق تقديرات العلماء المحترفين، فإن تاريخ خلق تلك الهياكل الضخمة يرجع لعصور جيولوجية قديمة تعود لما بين نصف قرن وما يصل لحوالي مائتي مليون سنة حسب الدراسات الحديثة المتعلقة بالأرض والتاريخ الجيولوجي لها. العملية التي أدت لصناعة مثل هكذا ظاهرة طبيعية معقدة تحدث نتيجة عوامل مختلفة كالتآكل الناجم عن مياه الأنهار والجداول الصغيرة القريبة والتي تعمل باستمرار على نحت الأحجار الرسوبية لينتج عنها شكل مشابه لكهف كبير مغلق. بالإضافة لذلك لعبت العمليات الكيميائية دور هام أيضاً أثناء عمليات الانهيار والحفر الداخلي للأحجار الجيرية ذات الحبيبات الصغيرة مما أسهم بإحداث الانشقاقات والشقوق الطويلة المؤدية إلي ظهور بنيتها الحالية حالياً.
يمكن الوصول إليها باستخدام خدمة العربات المعلقة ("تيليفريك") ابتداءً من إحدى البرجولات الرئيسية الواقعة فوق منطقة الكهوف مباشرة. الرحلة نفسها مليئة بالمغامرة والإثارة بينما يستمع الزائرون للحكايات القديمة وعادات السكان القدامي الذين عاشوا بالقرب منهم سابقاً كما ويستمتع بمختلف المشاهدgetContentPane() المختلفة والمذهلة طوال طريق ذهابهم وإيابهم نحو قلب المكان المخفي خلف طبقات ثلوج كثيفة تبدو وكأنها تمتد بلا نهاية. رغم برودة الطقس إلا أنه يجدر بنا ارتداء ملابس دافئة بما فيه الكفاية إذ تبقى درجات حرارتها شديدة الانخفاض باستمرار بغض النظرعن موسم السنة الحالي. مدة زيارتكم تقارب ساعة ونصف الساعة شاملاً استراحاتها المنتشرة هنا وهناك لاستيعاب التجربة التأملية الرائعة لكل واحدٍ بين حضن الطبيعة النقي هناك؛ تبدأ أنشطة التنقل الموسمية عادة بداية شهر مايو وتستمر حتى أكتوبر لاحقا بكل عام .