تُعدّ شبه جزيرة سيناء جوهرة تقع بين قارتَيْ أفريقيا وآسيا، تمتد بطول ساحلٍ فريد يعانق البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. تُغطِّي هذه الجزيرة المساحات الواسعة التي تقدر بـ٦١ ألف كيلومتر مُربَّع، مما يجعلها منطقة ذات أهمية جيوسياسية وعمرانية مميزة. تُقسم شبه جزيرة سيناء حالياً إلى منطقتَين إداريتين هما: محافظة شمال سيناء وجنوبها، ولكل منهما خصوصيتها الفريدة.
تتميز تضاريس شبه جزيرة سيناء بتنوع كبير يشمل صحاري قاحلة وأودية خصبة وجبال شاهقة، الأمر الذي جعل منها بيئة فريدة للأنواع النباتية والحيوانية المختلفة. ومع ذلك فإن البيئة الصحراوية هي الأكثر هيمنة حيث تمثل حوالي ثمانون بالمئة من إجمالي مساحة الجزيرة. يُشكّل هذا التكوين التضاريسي إطارًا طبيعيًّا مثالياً للسياحة والاستكشاف، خاصة مع وجود المواقع التاريخية والدينية مثل جبل موسى ودير القديسة كاترينا الذي يعدُّ أول أديرة المسيحية وأعلاها تقديراً.
على الرغم من كون السكان فيها أقل بكثير من بقية المناطق المصرية بإحصائيات وصلت لتعداد يصل لـ ١,٤ مليون نسمة حسب آخر تعداد رسمي عام ٢٠٢٠ ، إلا أنها تعتبر موطن لأكثر من نصف مليون بدوي عاشوا عبر حقب زمنية طويلة معتمدين بشكل رئيسي على الرعي والحياة البدوية التقليدية . بالإضافة لذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مجال السياحة بعد إنشاء مراكز سياحية جديدة مثل مدينة "شرم الشيخ" الشهيرة والتي أصبحت وجهة عالمية معروفة لعشاق الرياضات البحرية والشمس الدافئة طوال أيام السنة.
وفي الجانب الثقافي والتاريخي، تعد سيناء شاهد حي على حكايات الماضي العريق منذ عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالأقباط والإغريق والفراعنة والعصور الإسلامية حتى وقتنا الحالي. وقد احتلت مكانة هامة خلال الثورة الفلسطينية وإسرائيل دخولها عام 1967 وتم تحريرها مرة أخرى بواسطة القوات المصرية في الحرب عام 1973 ضمن عملية "الطود". كل تلك الأحداث والجغرافية الخاصة لها أثرت بشكل عميق داخل نفسي الإنسان العربي عامة والمصري خاصة ليصبح اسمها مرتبطًا بذكريات الوعي الجمعي للأجيال المتعاقبة.