الألماس، ذلك المعدن الثمين الذي يتمتع بجماله الأخاذ وصلابته الفائقة، ليس موزعًا بالتساوي عبر رقعة الكوكب. بل إنه يوجد بوفرة نسبية في بعض المناطق بينما يكون شحيحًا للغاية في مناطق أخرى. لنستعرض معًا أهم مواقع إنتاج واستخراج هذه المجوهرات الثمينة:
جنوب إفريقيا: مهد الألماس العالمي
لا يمكن الحديث عن أماكن تواجد الألماس دون ذكر جنوب إفريقيا، فهي بلا شك الرائدة عالميًا في مجال استخراج الألماس. اكتشاف أول قطعة كبيرة للألماس في العام 1867 بالقرب من مدينة جيم في مقاطعة كيب الشرقية كان بداية حقبة جديدة لهذه الدولة. المنطقة المعروفة باسم "حزام الألماس الكبير" تؤدي دورًا حيويًا في انتاج ما يقارب 45% من إجمالي إمدادات الألماس العالمية. أشهر المناجم هنا تشمل "De Beers"، الذي يعد واحدة من أقدم أسماء التنقيب الشهيرة عالمياً.
روسيا: عملاق جديد يخوض المنافسة
مع دخول القرن الواحد والعشرين, بدأت روسيا تأخذ مكانتها المحورية بصناعة الذهب الأزرق. يُقدر أنها توفر نحو 30٪ من اجمالي الانتاج العالمي حالياً. موقعها الاستراتيجي يجعلها وجهة رئيسية لإنتاج وصقل الاحجار الكريمه؛ بفضل احتواء أرضها الغنية بالموارد الطبيعية علي خامات الرمل المشبع بالألماس والمعروفة باسم "Kimberlite". تعد مجموعة Alrosa واحدة من أكبر شركات تعدين الألماس خارج جنوب افريقيا.
كندا: ظهور منافس قوي حديثاً
على الرغم من عدم كون كندا رائدة تاريخياً في صناعة الألماس إلا أنها نجحت بسرعة خلال العقود الأخيرة بأن تنضم للقائمة لتكون ضمن الدول الأكثر تأثيرًا في السوق. ساعدتها مواردها الهائلة من المياه الجوفيه العذبة والمحافظة عليها بيئيا للحصول علي معدلات عائد مرتفعه عند البحث والاستخلاص مما اعطاها الفرصة للتطور ليصبح لها دور مؤثر في سوق التجارة الدولية للألماس . ينتج معظم الصادرات الكندية من منطقة شمال غرب الإقليم الشمالي وسفيرينو بأونتاريو وكوينزلاند الجديدة .
أستراليا: مساحة واسعة وغنية بالحياة البرية
بالرغم ان استراليا ليست معروفة كثيرا بهذا القطاع الا انه ينتشر بها عدة مواقع مهمة لاستخراج الالماس ، مثل كوينسلاند وفكتوريا وجنوب استراليا. الطابع الخاص لسوق الالماس هناك يعكس تعدد استخداماته ؛ فهو ليس فقط كريمة ثمينه ولكنه ايضا مورد اقتصادي هام يساعد الاقتصاد المحلي ويؤثر بشكل مباشر علي المجتمعات الصحراوية النائيه التي تتواجد بها عمليات التنقيب والتعدين .
هذه مجرد لمحة موجزة عن اماكن انتشار الالماس حول العالم , فلكل بلد قصصه الخاصة ومعانيه الثقافية المرتبطة بإنتاج واحتفاظ بثرواتها الطبيعية الثمينة .