يعتبر نهر الفرات واحدًا من الأنهار الرئيسية التي تجري عبر عدة دول في الشرق الأوسط. ويعد رابع أطول أنهار العالم بعد النيل والأمازون وميسيسبي. ينبع هذا النهر العظيم من تركيا وينتهي مصبه في الخليج العربي مروراً بخمس دول هي كلٌّ من سوريا والعراق وإيران ولبنان وفلسطين بالإضافة إلى جزء صغير منه داخل الحدود التركية.
يتدفق نهر الفرات بشكل أساسي عبر سهول الجزيرة السورية ثم يدخل إلى العراق متجهاً نحو الجنوب الغربي ليشكل مع نهر دجلة ما يعرف "بسهل الرافدين". يبلغ طول مساره حوالي ١٨٥٠ كيلومتراً، ومعظم طوله محاذٍ للحدود بين سوريا والعراق باستثناء الفرعين الرئيسيين له وهما الفرات الكبير والفرات الصغير اللذان يسارا خور ذي قار قبل التقاءهما مجدداً عند مدينة البصرة جنوباً.
يعكس مرور النهر بهذا الكم الهائل من الدول تنوعاً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً غنياً. ففي تركيا حيث يبدأ الرحلة، يعبر المناطق الريفية والمناظر الطبيعية الجميلة قبل دخوله إلى لبنان وسوريا حيث يتم استخدامه بكثافة لسقي الزراعة والاستخدامات المنزلية والصناعية الأخرى مما يجعله محور حياة المنطقة الاقتصادية والثقافية. لكن عندما يصل إلى العراق، يحقق شأنا عظيماً كونه أحد أهم روافده وهو الدجلة يشكل سهل الرافدين خصباً خصباً مهد الحضارات القديمة مثل حضارة سومر وبابل وآشور وغيرها الكثير والتي كان لها دور كبير في تشكيل تاريخ البشرية وحضارتها.
إن رحلة نهر الفرات ليست مجرد جغرافيا مادية فقط ولكنها أيضاً قصة حضارية وتاريخية عميقة الجذور تعكس الترابط والتفاعل بين الشعوب المختلفة عبر التاريخ القديم والمعاصر لنهر يعد رمزاً للتواصل والتعاون المشترك بين هذه البلدان المتعددة الثقافات والحضارات الواحدة.