بحيرة طبريا: جوهرة الطبيعة الفلسطينية

بحيرة طبريا، المعروفة أيضًا باسم بحر الجليل، هي واحدة من أهم البحيرات الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط والتي تحتل مكانة فريدة ضمن جغرافية دولة فلسطين ال

بحيرة طبريا، المعروفة أيضًا باسم بحر الجليل، هي واحدة من أهم البحيرات الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط والتي تحتل مكانة فريدة ضمن جغرافية دولة فلسطين التاريخية. تقع هذه البحيرة الاستراتيجية شمال البلاد، محاطة بالتلال الدافئة والجبال الرؤوم التي تعطيها خصوصيتها الفريدة. يُعتبر جبل أربيل نقطة بارزة إلى الغرب من البحيرة فيما ترتفع مرتفعات الجولان السورية إلى شرقها لتشكل لوحة طبيعية آسرة.

تحتل بحيرة طبريا المرتبة الثانية كأدنى بحيرة مياه عذبة عالميًا بعد البحر الميت الشرقي مباشرةً. وعلى الرغم من تشابههما في الموقع الجغرافي ضمن الوديان الهابطة لأراضي الفلسطينيين والأردن والعراق ومصر وسوريا، فإن طبريا تتميز بموقعها القريب نسبيًا من شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

تشغل البحيرة مساحة تقدر بنحو 3,554 كيلومتر مربع، وتمتد لمسافة طويلة تصل لحوالي ٢١ كيلومتراً باتجاه الجنوب عند عرض حوالي تسعة كيلميترات مما يعني امتلاكها لموقع هام استراتيجي ولوجستيكي مهم للغاية بالنسبة للدولة الفلسطينية. أما العمق فهو ليس كبير جداً إذ يصل لـ٤٣ متر فقط وهو ما يؤثر بطريقة مباشرة على قلة نشاط الحياة البرمائية داخل تلك المسطح المائي الكبير لكن ذلك يعوض عنه اختلاف الظروف البيئية المختلفة كالمنبع الرئيسي لنهر الأردن الذي يخلق بيئة خصبة للأسماك والثروات البحرية الأخرى بالإضافة للأهمية الثقافية والدينية والتاريخية لهذه المنطقة.

من الناحية المناخية، تعدّ بحيرة طبريا أحد أكثر المناطق اعتدالا وذلك نظرا لانخفاض مستواها عن سطح الأرض بما يقارب المؤشرات المعتادة لسواه من مناطق أخرى مجاورة. وبالتالي فان درجات الحرارة تكون معتدلة نسبيا خلال فصلي الربيع والصيف بينما يشهد الخريف والشتاء تفاوتاً ملحوظاً بدرجة الحراراة وسطوع الشمس وانحدارات مطيرة شديدة خلال فترة قصيره بتلك المواسم موفرة بذلك فرص مثالية لاستزراع العديد من أنواع الخضر والفواكه كالمانجو والمشمش وغيرها الكثير ذات القدرة علي تحمل التقلبات القصوى في الدرجات الحراريّة وهطول الامطار الغزير .

وفي ظل هذا النسيج الجميل ، فقد تأثرت حياة السكان المرافقة لمنطقة بحيرة طبريّا بالسكان والقيم الإنسانية والقانون الدولي عبر تاريخ مضطرب شهد احتلال اسرائيلي دام عقود قبل حل الدولتين عام ١٩٦٧ والذي ساهم أيضا باحداث تغيير جذري بالحالة السياسية وانقلاب دراماتيكي بالأحوال الاقتصادية والإنسانية للسكان المدنيين المرغمين ترك مدنه وأراضيه لفترة وجيزة ولكن سرعان ما تم إعادة توطينه مرة اخري لإعادة بناء وطنه وتراثه القديمه واستعادة حق أصله في ارض ابيه .


سفيان بن صديق

17 مدونة المشاركات

التعليقات