رحلة التكوين: كيف يُصقل ذهب الأحجار قصة البترول

بترولنا الثمين، ذلك الذهب الأزرق المدفون في قلب الأرض، ليس مجرد سائل أسود سائغ يستخدم لتشغيل السيارات والدفع بعجلات الصناعة العالمية؛ بل هو شهادة حية

بترولنا الثمين، ذلك الذهب الأزرق المدفون في قلب الأرض، ليس مجرد سائل أسود سائغ يستخدم لتشغيل السيارات والدفع بعجلات الصناعة العالمية؛ بل هو شهادة حية على تاريخ جيولوجي طويل ومعقد. دعونا نتعمق سوياً لنكتشف سر خلقه وكيف أصبح هذا الكنز القيمة بثمن قليل نسبياً مقارنة بمجهوده عبر الزمان.

محيط الحياة الأولى وإنجاب النفط الخام

كان بداية الأمر بحر مليء بالحياة، زاخراً بالنباتات الطحلبية والعوالق البحرية. هذه الكائنات بدورها كانت غنية بالأحماض الأمينية والبروتينات والسكريات - لبنة بناء أي شكل حياة عضوي. عندما ماتت وانحدرت نحو قاع البحر، بدأ فصل جديد من حياتها ولكنه بطريقة مختلفة تماماً. هنا بدأت مرحلة الضغط الشديد والتسخين التدريجي بفضل طبقات التربة الرقيقة فوقها باستمرار.

التحلل الكيميائي الدقيق: من كيروجين إلى بوتوكسيليدين

بعد عمليات دفن متعددة layers تحت سطح الأرض، انطلقت رحلة تغييرات كيميائية هائلة داخل تلك الرواسب القديمة. فالماء المغلف لهذه الجثامين البيولوجية السابق ذكره تم استخلاصه بسبب التركيز المتزايد للوزن الثقيل للأرض. وفي خطوة أولى نحو ثورة غير مرئية للعين المجردة، تفكّك المركبات الغذائية الرئيسية ضمن تلك المواطن المحصورة إلى مواد أبسط تعرف باسم "الكيروجين". يشبه مظهره الشمع أكثر منه شيئ آخر؛ ولهذا السبب تعتبره البعض جسرا بين القديم والجديد!

نقاش حراري وفني : تصدع واستحلاب المؤشرات الهيدروكربونية

وفي حين تستمر العملية الانتقالية للنصف الأخير من القرن الماضي تقريبًا، تبدأ الحرارة المرتفعة بالفعل بإنتاج ما يعرف علميًا بـ"التكسير الجزئي"، والذي يقوم أساسًا بفك ارتباط الذرات العضوية المختلفة بعضها البعض لإطلاق هياكل بسيطة يمكن إعادة ترتيبها لاحقا لصالح إنتاج منتجات نافعة أخرى كتلك المنتشرة بكثافة عند ظهور السحب السوداء الشهيرة المتميزة عادةً بالمظهر اللاذع والرائحة المنفرة المنبعثة مباشرة مما يسمى بـ"بيتومن". لكن الأمر لم ينته هنا فقط؛ إذ يعمل كمانع للتقدم أيضًا مجوعة متنوعة ومتعدد جوانب وجود المعدن الناجم أيضا بموازاته كوسط نشاط بيولوجيكمي مثالي يحفز وينظم الاتجاه العام للنتائج النهائية للحالة الفيزيائية الجديدة الناتجة حديثاً. ولذلك فإن فرصة التوافق المثالى لكل عامل مفصل سابق ذكر له دور فعال للغاية فيما يلي أدناه...

توليفة فريدة وعالية المرونة: ريشة الفائقة تنمو حرفيا بشعر مخضر!

بالنظر الآن إلى الصورة الأكبر، يصبح واضحا سبب اعتبار الأشخاص اليوم جميع عناصر تركيبة الوقود المستخلص أخيرا كالجزء "الأكثر قابل للتغيير" ضمن نظام متكامل يتم التحكم به بواسطة موزع مركز واحد كبير يرخص لنا "الكرة الأرضية" نفسها ! إن مصادر الكربون والهيدروكربونات التي يدخل فيها حاليا تأتي حصيلة مباشرا لما تجمع حول منطقة كهذه قبل آلاف الأعوام مضى ...وبهذا السياق تحديداً تحديد أنها الفترة ذاتها التي شهدت نمو أنواع أشباه النباتات الأصلية سواء كانت أحادية الخلية أم ثلاثية ولم تكن هناك حاجة لأجهزة التصوير الحديثة برؤية الأشعة تحت الحمراء لرصد اختفاء آثار هذا النوع الحيوي إلا إذا نظرت حقائق التاريخ نفسه!. وهكذا انتقلت الطاقة المخزنة بصورتها البدائية صدفة حميدة واحدة تلو الأخرى حتى وصلت بنا إلي عصرنا الحالي الآسر .


زيدون بن زروال

15 مدونة المشاركات

التعليقات