تعد زراعة البطاطس عملية تتطلب فهمًا دقيقًا للأوقات المناسبة لكل مرحلة من مراحل نمو النبات للحصول على محصول غني وذو جودة عالية. يمكن تقسيم دورة حياتها إلى عدة مراحل رئيسية هي البذر، النمو، الإزهار، ونضج الثمار (البطاطا). تستغرق هذه العملية عادة بين 120 إلى 150 يومًا اعتمادًا على الظروف البيئية وظروف التربة ومقاومة الصنف المختار.

فيما يخص فترة الزراعة، تعتبر موسم الربيع وخلال شهري مارس وأبريل الأنسب لمعظم المناطق حول العالم. هذا الوقت يسمح بتكوين الدرنات بشكل مثالي قبل دخول درجات الحرارة الصيفية المرتفعة التي قد تؤثر سلبًا على الجودة والنكهة النهائية للمنتج. كما أنه يساعد أيضًا على تجنب الأمراض الفطرية الشائعة خلال موسم الأمطار الخريفية.

بعد الزراعة مباشرةً، يبقى النبات ينمو ويتطور تحت الأرض حتى يصل طوله حوالي 60 سم تقريبًا. هذا التوسع يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأوراق فوق سطح التربة والتي تعمل كمحرك أساسي لإنتاج الطاقة اللازمة لنشاطات الجهاز الورقي والجذري داخل التربة. وفي نهاية المطاف، ستبدأ هذه النباتات بإطلاق الأزهار الصغيرة ذات اللون الفيروزي الرقيق والتي تشير عادة إلى قرب وقت حصاد المحصول.

إذا تم احترام جميع شروط العناية بالنبتة بما فيها الري المنتظم وإضافة الأسمدة الضرورية وتوفير نوع مناسب من التعرض للشمس، فإن فترة النضوج -أي عندما تصبح البطاطا قابلة للاستهلاك الآدمي- سوف تحدث بعد نحو ثلاثة أشهر منذ بداية تجهيز الموقع وزراعته بالأصناف المحددة مسبقاً. وقد يختلف وقت الحصاد الدقيق بناءً على درجة نضوج كل بطاطس فردياً، ولكن عموما يمكن اعتبار شهر سبتمبر شهر الذروة لهذه العملية إذا بدأت الزراعة في آذار/مارس وكان الطقس معتدل نسبيًا.

تجدر الإشارة هنا بأن هناك عوامل أخرى مثل ارتفاع موقع الزراعة وسلالة الخطوط المستخدمة ومدى تعريضها لأشعّة الشمس لها تأثير كبير أيضاُ على طول الفترة الزمنية الكلية ودقة توقيت كل خطوة ضمن مسيرة نموذج الانتاج الخاص بنبات البطاطس. لذلك، يجب دائماً قراءة واستشارة النصائح الخاصة بالمناطق المحلية وتحليل بيانات الموسم السابق لتحديد أفضل إستراتيجيات العمل والتوقعات الأكثر واقعية للمرحلة المقبلة.