تقع البحيرة الشهيرة "قارون"، أحد أهم المسطحات المائية داخل جمهورية مصر العربية، في محافظة الفيوم جنوب غرب العاصمة القاهرة مباشرةً. وهي تُعد واحدة من أقدم البحيرات الطبيعية التي خلقتها يد الإنسان منذ العصور الفرعونية القديمة. تمتد هذه البحيرة عبر مساحة تقدر بحوالي 521 كيلومتراً مربعاً، مما يجعلها ثاني أكبر مستنقع مائي بعد بحيرة ناصر العظيمة. يشكل الارتفاع الصغير للبحر المتوسط مقارنة بمستواها اختلافات طفيفة في مستوى مياه البحر المتدفق إليها والتي تأتي أساساً من نهر النيل عند مدخل ترعة الإبراهيمية الغربي. كما أنها تصرف جزءاً كبيراً من المياه الزائدة عنها إلى خزان ترعة الإبراهيمية شرقياً وبحيرة وادي الريان شمال غربي المحافظة.
تشتهر بحيرة قارون بتنوع بيئتها وتعدد أنواع الحياة النباتية والحيوانية فيها، حيث تضم أكثر من 44 نوع مختلف من الطيور بين مهاجرة وموطنة بالإضافة لوجود عدة أصناف من الأسماك مثل سمك البلطي والقاروص وغيرهما الكثير. تعتبر المنطقة المحيطة بها نقطة جذب سياحية هامة لما تحتويه من عوامل طبيعية وسكان محليون يعيشون حياة بسيطة مرتبطة بشكل أساسي بأنشطة الصيد والتجارة المرتبطة بها. بالإضافة لذلك فقد كانت لهذه البحيرة دور بارز تاريخيًا ودينيًا إذ ذكرت في القرآن الكريم ضمن قصة موسى عليه السلام مع فرعون وأتباعه حسب الروايات التاريخية والدينية المختلفة.
من الجدير بالذكر أيضاً اهتمام الحكومة المصرية بالحفاظ على هذا الموقع البيئي والحفاظ على التوازن البيئي فيه وذلك عبر العديد من المشاريع والمبادرات الخيرية والتنموية التي تستهدف الحفاظ على توازن النظام البيئي لهذه البحيرة الهامة جنباً إلى جنب مع تطوير الخدمات العامة والسياحة المستدامة للمناطق القريبة منها بما يحقق النفع الاقتصادي للسكان ويعكس تنوع ثقافي وفني متفرد.
