الأضرار المدمرة لدخان المصانع: تهديد بيئي وصحّي عالمي

تعتبر آثاره الضارة حتمية ومعضلة كبرى تواجه كوكب الأرض اليوم. إن دخان المصانع، المنتج الثانوي للنِّشاطات الصناعيّة المكثفة، يترك بصمة مظلمة على كل جانب

تعتبر آثاره الضارة حتمية ومعضلة كبرى تواجه كوكب الأرض اليوم. إن دخان المصانع، المنتج الثانوي للنِّشاطات الصناعيّة المكثفة، يترك بصمة مظلمة على كل جانب من جوانب الحياة: البيئية والصحيّة والمائيّة والمناخية. يعد التلوث الناجم عنها مصدر قلق متزايد منذ عقود، وتستمر نسبته المتزايدة في النمو بمعدلات مثيرة للقلق حول العالم.

تأثيره السلبي على البيئة

تُخلِّف عمليات الاحتراق غير الكاملة والتفاعلات الأخرى داخل المصانع مجموعة متنوعة من الملوثات الخطيرة. ومن أهم تلك العناصر ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وثلاثي فلوريد الكبريت. وهذه المواد تساهم بشكل أساسي في زيادة تركيز غازات الدفيئة في طبقة الستراتوسفير، ما يؤدي بالتالي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيرات الطقس القاسية. وفي الوقت نفسه، فإن الأمطار الحمضية الناتجة من اتحاد بخار الماء المحمل بالأمونيا وأكاسيد النيتروجين تؤذي التربة والنظم الطبيعية المختلفة بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

بالإضافة لذلك، تحتجز النباتات كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية البناء الضوئي، لكن الزيادة القياسية للغبار والدخان الناجمة عن نشاط المصانع تضيق نطاق امتصاصها له، فتنتشر المزيد منه بحرية أكبر في الغلاف الجوي، وبالتالي تتدهور نوعية الهواء تدريجيًا.

آثار صحية كارثية

ليس فقط أن دُخول الروائح الكيميائية والعوادم الثقيلة أجساد البشر عبر التنفس يشكل خطراً مباشراً على الصحة العامة، بل أيضاً أصبح أحد أكثر المشاكل شيوعاً ضمن عديد الدول الآخذة بتوسعة قطاعات التصنيع فيها. فمثلاً، يعاني ملايين الأفراد سنوياً من أمراض مرتبطة بجهاز تنفسي كالربو والحساسية الصدرية وحتى سرطان الرئة نتيجة لاتصال يومي طويل بعوادم مصانع النفط والمعادن والبلاستيك وما شابه ذلك. حتى الأشخاص الذين يعيشون خارج حدود المدن الصناعية قد يصيبهم الفواق والسعال المزمن وانخفاض مستوى القدرة على التحمل البدني بعد فترة قصيرة نسبياً. أما بالنسبة للأطفال وقدراتهم الخَلاقيّة فقد ثبت علمياً أنه يوجد عكس علاقة طردية بين مدى تعرض الطفل لحالات تغشاشٍ حادة مبكرًا وبينه قوة جهاز المناعة لديهم لاحقًا! إذًا ليس هناك شك بأن التداعيات الصحية تحديدا بحاجة لمزيد من الدراسات لتحديد التعرض القصير وطويل الأمد لكل واحد منهم ولكيف سيؤثر أيضًا بناءً على عمر الشخص الظاهر وحالة صحته سابقًا...

وبالنسبة لمنظومة القلب والشرايين المخترقة بغامزاتها المرعبة -مثل مونوكسيد والكاربون- فهي مساحة بحث تستوجب اهتمام واسع لأنه لو تخطينا الأمر مرور الكرام فسوف ندفع ثمنا باهضا للغاية فيما يأتي.

وفي الأخير وليس آخر الأخبار المؤذنة بذهاب مدّ الأرض ونحن حيوا عليها، فالآثار الجانبية المناخية لن تكون أقل سوء ممن سبقت ذكرهما هنا. فعند انتقال أبخرة القطران الدخانية لأعلى الطبقات الأفقية ستتشكل خلايا ركامية ممطرة حمضية ذات قدرة تفوق بكثير تلك التقليديه وتمكن كذلك الوصول لمسافات أبعد مما اعتادت عليه القديم لذا فإنه أمر مفروغ عنه تقريبًا أنها سوف تصطدم بإسفنج أرضنا أخيرا فتتحلل لينطلق منها مواد عضوية ضارة تساعد بنوبات تواتر الجفاف والجفاف المطيري أيضا حسب موقع منطقة استقبال تلك "الغزارة" المثيرة للسأم والخراب!!


كريم العامري

7 مدونة المشاركات

التعليقات