تستعرض هذه الرحلة الاستكشافية أربعة من أشهر الأنهار العالمية من حيث الطول والتوزيع الجغرافي، لتتناول عظمة الطبيعة وهندسة التكوين الأرضي. سنبدأ برحلة نحو قلب قارة إفريقيا لنكتشف العملاق الخالد "نهر النيل"، قبل أن نسافر غربيًا لنتوقف عند طول الساحات المطيرة لسفح الغابات الأمازيقية، ونشق بعدها مسارات الجزء الشمالي الأمريكي لأعلى مجرى نهري المسيسيبي، وفي النهاية نغوص عميقاً في فضاء سيبيريا للتعرف على سر النهر الصامت - ينيسي-.

نهر النيل: خيط الحياة عبر أرض الحضارات القديمة

يشكل نهر النيل قصة بدأت منذ مطلع التاريخ الإنساني، وهو يمتد بطول يقارب ٦٨٥٣ كم عبر ١١ دولة تشمل كلاً من تنزانيا وأوغندا ورواندا وبوروندى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان والسودان ومصر. مصدر مياه هذا الفصيل العظيم يعود لبحيرات مثل فكتوريا والتنا ذات التأثير الكبير. لا يمكن تجاهل دور كل من النيل الأبيض والأزرق الذين يشكلان العمود الفقري لإمدادات النهر بمياهه وثرائه التربوي. رحلته الطويلة تبدأ بالمستنقعات الإثيوبية الساخنة وتختتم بكبرياء مصري ساحر يداعب شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

حلقات من الذهب الأخضر: رحلة نهر الأمازون

بمسافة تمتد لما يقرب ست آلاف و٤٠٠ كيلومتر، يحتفظ الأمازون بلقب الثانى عالميًا بناءً على قاعدة طويلة نسبية تجعله الأقرب للتباري مع نظيره الافريقي. يسكن الأمازون بعض دول أمريكا الجنوبية بما فيها بوليفيا وكولومبيا والبرازيل وأخرى أقل حضورا بالساحات العامة مثل بيرو وإكوادور وفنزويلا. قد لا يفوق ارتفاعه زميله الأفريقي ولكن تركيزة على الكم والنوعية جعل منه الأكثر شهرة بين أنهار الكوكب فيما يتعلق بالحجم والحجم الكلي لمجرى التدفق السنوي. إنه رمز لفئة خاصة ضمن كتالوج عجائب الدنيا الطبيعية؛ رمز للحياة البرية والتعدد الحيوي والثروة البيولوجية غير المنظورة تقريبًا.

"أمريكيتی": نشأة مسيسيبي وآفاق امبراطوريتها الروحية

وعندما نتجه غربًا نحو حدود الوادي الأكبر للأراضي الامريكية المجوفة، نواجه بداية مشوار آخر وهو نهر المسيسيبي. رغم كونها مساحة خصبة لكن جغرافيا مترامية الأطراف تغطي أكثر من مlaxa ملسعة سداسية الوحدات المعروفة باسم الأميال المربعة الواحدة، إلا إنها تستحق التجربة بسبب ارتباطاتها الثقافية والقومية العميقة بجنسيات تلك المنطقة وحكايات المجتمع الأصلية المبنية عليها. يغازل المسيسيبي ثلاث ولايات شمالية لكندا ويوصل مكانه الرئيسي بخمسه والعشرون ولاية جنوب الحدود مما يخلق انتماء خاص لكل منها ولكل نقطة عليه بكل أشكال الفن العمراني والفلكلوري الخاص بهذا الموقع الجميل. ليس فقط لأنه الطريق المؤدي الى ميناء لويزIANA بل أيضا لأنّه يؤثر بشدة علي حياة الكثير من سكان منطقة وسط البلاد الأمريكيّة .

سفاري في الظلال الروسية: اكتشاف أسرار ينيسي

وفي مواجهة ضبابية الليل المحيط بسلسلة جبال الآبالاش, يأتي دور لينسي او سينسى حسب التعريف المألوف لدى البعض الاخر وبينما يبدو ان اتجاه سير هذا الخطوط المستقيم مستهدفٌ للاستخدامات الانسانيه بشكل فردي محدود نوعا ما سواء كانت تجارية او دفاعيه فان المقصد الاساسي هنا يكمن فى اولويات منظومة الصحة العامة لحماية المواطن المحلى فالطبيعه الهادئه الرؤوفه لذلك المكان تعكس واقعا مختلفا تمام الاختلاف عمّا اعتادت عليه عين الإنسان حديث الأعوام ، اذ يزيد طوله عن خمسمئة وخمسوتاسع واربعين كيلو مترا موزع بنسب مختلفة بين منطقتي روسيا ومنجلوس تنطلق منه ممرات عديدة ليستقر أخيرا بوادى جزيرة الجليد والمالح(كارا)بعد اجتيازه مناطق مغطاة بغطاء سماوي دائم وعلى ارض رمل سبيري واسع ومتغير باستمرار نتيجة للتقلبات المناخية الموسمية وظاهر الغطاء النباتي والذي تلعب فيه براعم الأشجار دور البطولة الاولى بينما تبقى رؤيته الوحيده هي الشمس فوق سطح الماء مباشرة لان معظم ساعات اليوم تتخذ وضعيتي الصعود والنزل تحت ظلال الغابات المحيطه بتلابته المائية .

هذه القصائد المائية الأربع تجمع بين جماليات طبيعية وعوامل بشرية هائلة يصعب فصل تأثيرها عبر السياقات الزمانية المختلفة تؤكد لنا أهمية فهم وتعزيز الاحتفاظ بالعلاقة الصحية بين البشر والكائنات الأخرى بالحفاظ علي هذه الفيضانات الرائعه