تعتبر جبال خمير واحدة من أجمل المناطق التضاريسية في شمال غرب تونس، والتي ترتفع حوالي ١٢٠٠ متر فوق سطح البحر. هذا السلسلة الجبلية، كسابقاتها من المرتفعات الأخرى في المنطقة، لعب دوراً محورياً خلال الثورات والمقاومات السياسية عبر التاريخ. لقد كانت مصدر قوة واستعداد للعديد من المناضلين الذين قاتلوا بشجاعة ضد الاحتلالات الخارجية.
هذه الجبال ليست فقط رمزاً للحركة الوطنية ومقرًّا للمتمردين، ولكن أيضًا شاهدٌ حيٍّ على تنوع الحياة البرية والثروة النباتية الغنية. تشغل مساحة كبيرة منها أشجار مختلفة الزهور والأزهار الجميلة والنباتات الأصلية. بالإضافة لذلك، توفر بيئة خصبة لمجموعة متنوعة ومتنوعة من الحيوانات والطيور، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لعشاق الطبيعة والسائحين.
وبسبب موقعها المرتفع، تتميز منطقة جبال خمير بمياه نقية منعشة وعالية الجودة، مما يجعل هوائها مفيدًا جدًا لصحة الإنسان خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مثل ضيق التنفس وأمراض الصدر والجهازالتنفسي بشكل عام. وهذا الأمر جعلها وجهة شهيرة لأولئك الذين يرغبون في العلاج الطبيعي والاسترخاء وسط الطبيعة الخلابة.
أما بالنسبة لسكانها الأصليين وهم الأمازيغ، فهم معروفون بطبيعتهم الودية والقاسية في نفس الوقت. لديهم مزيج غريب من الفضائل والنقائص؛ يكرسونهم بكرم وحب تجاه الآخرين وفي نفس الوقت يتميزون بالجبروت العنيد عند التعرض للنقد أو الاختلاف حول الآراء الشخصية حتى لو كانت خاطئة وفق المعايير الحديثة. ومع ذلك، يمكن رؤية تأثير الثقافة الفلكلورية المحلية واضحة في موسيقاهم التقليدية وأغانيكهم الشعرية الروحانية التي تقذف المرء نحو السحب أثناء الاستماع إليها.
ومن الناحية الجغرافية والدراسية، تعتبر جبال خمير حالة فريدة جدا داخل البلاد ذات المساحات plains الغالبية العظمى منها. فتلك الجبال تدخل بعض العمق والشرف في الهوية الأرضية للتونس بشكل عام باعتبار أنها حجر الزاوية حيث تبدأ وتستمر قصص البطولات والمبادرات الشعبية حيث يوحد أمن شعله في سلامتها وأمانها وبالتالي سيادة الوطن برمته برمزيتها الخاصة بها كون الحفاظ عليها جزء اساسي لحماية السلام الداخلى وإستيفاء مستقبل مستدام لدولة تونسيّة مستقلة حققت استقلاليتها تحت سنابل المواطن الحر المنتصر .
وأخيراً وليس آخرا، قد يتعرض البعض لتشتيت الذهن بسبب التشابه الصوتي بين "خمير" اسم الجبل المغاربي الشهير هنا وبين المدينة الايرانيه بنفس الاسم هناك ، إلا أنه ينبغى التأكد بأن لكل طرف خصوصيته وهوياته الفريده فلا وجود لإي روابط مشتركة تجمعهما طولا عرضا منذ القدم وما بعده فالاختلاف الطبوغرافي والصريح واضح حين المقارنةبين الاولى وثانيهما جغرافيا وانسانيا وثقافيا وسياسيا كذلك .