تعد البحار والمحيطات ركيزة أساسية لحياة الإنسان ورفاهيته؛ فهي ليست مجرد مسطحات مائية واسعة فحسب، بل هي نظام بيئي معقد يوفر مجموعة غنية ومتنوعة من الخدمات التي تدعم وجودنا كجنس بشري. هذه المسطحات تحتضن أكثر من ثلاثة أرباع سطح الكوكب، مما يجعلها الشريان الحيوي للأرض وللحياة عليها جمعاء.
مصدر الغذاء الحيوية
يعتبر البحر مصدرا أساسيا للغذاء للبشر منذ بداية الزمن. توفر ثروته السمكية كميات كبيرة من البروتين اللازم لعظمة التغذية البشرية. بحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، فإن ما يقارب ملياري شخص حول العالم تعتمد وجباتهم الغذائية بشكل مباشر على المنتجات البحرية. بالإضافة إلى ذلك، يستفيد العديد من المجتمعات الساحلية مباشرة من الصيد التقليدي لتلبية احتياجاتها اليومية الغذائية.
الدور البيئي المحوري
بالإضافة إلى كونها مورد غذائي حيوي، تلعب المحيطات دوراً حاسماً في تنظيم المناخ العالمي والحفاظ على الانسجام الطبيعي لكوكبنا. تعمل المياه المالحة كممتص كبير لثاني أكسيد الكربون، أحد أهم غازات الدفيئة المساهمة في تغير المناخ. هذا يساعد على تهدئة درجة حرارة الأرض وتقليل تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أنها تساهم أيضاً في دورة الماء وأكسجة الهواء عبر عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها العوالق النباتية وغيرها من الكائنات البحرية الصغيرة.
اقتصاد عالمي هائل
إن قيمة الاقتصاد المرتبط بالمحيطات غير قابلة للحصر. بدءاً من السياحة البحرية وصولاً إلى التنقيب والاستخراج، تمر أعمال كثيرة عبر مياهها. تعمل قطاعا النفط والغاز بحرية كنواة رئيسية للاقتصاد الوطني لدول عديدة، بينما يشكل تصنيع السلع المستمدة من موارد المحيط مثل الأحجار الكريمة والسلاحف والجراد البحري جزءاً مهماً من التجارة الدولية. حتى الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح تجد استخداماتها الواسعة في تنمية مشروعاتها في المناطق الساحلية والبحرية.
المخاطر والتحديات
مع كل هذه الفوائد الهائلة تأتي تحديات جسيمة للمحافظة على صحة واستدامة هذه المجمعات الخضراء العظيمة. يعد تلوث المحيطات والإفراط في صيد الأسماك والنشاطات البحرية الأخرى عوامل رئيسية تهدد بتدمير النظم البيئية البحرية الغنية والتي تعد خط الدفاع الأول ضد تغيرات المناخ القاسية. لذلك أصبح الأمر ملحاً ليس فقط لنقل الرسالة العلمية حول أهميتها ولكن أيضا لاتخاذ إجراءات فعالة لحماية وصيانة هذا النظام الإيكولوجي المعقد والذي هو ضروري لبقاء الأنواع المختلفة بما فيها نوعنا الخاص -الإنسانية-.
