تلعب إعادة تدوير الزيوت المستعملة دورًا بارزًا في الحفاظ على البيئة وتوفير موارد اقتصادية قيمة. تعد هذه العملية خطوة حاسمة نحو الاستدامة والتخفيف من تأثير النفايات النفطية الضارة. تعتبر الزيوت المستعملة منتجًا ثانويًا غير مرغوب فيه عادةً بعد استخدامه في السيارات وغيرها من الآلات الثقيلة، ولكن يمكن تحويلها إلى مواد ذات قيمة عالية من خلال عملية التكرير المناسبة.

في البداية، تتم جمع الزيوت المستعملة بشكل آمن ونقلها للمعالجة. خلال مرحلة التنقية الأولى، يتم فصل الماء والأتربة والعناصر الأخرى المتراكمة داخل الزيت باستخدام تقنيات ميكانيكية وكيميائية متخصصة. بعد ذلك، تخضع الزيوت لعملية الفصل الهيدروكربوني لإزالة الشوائب العضوية مثل الرصاص والكادميوم والفوسفور التي قد تكون موجودة نتيجة للاستخدام السابق للزيوت.

بعد تنظيفها وتعقيمها بشكل كامل، تصبح الزيوت مستعدة للتكرير النهائي. تتضمن هذه الخطوة تفصيل الزيت إلى عدة فئات بناءً على نقطة غليانه وثقله النوعي ومحتواه من المواد الصلبة. الفئة الأكثر شيوعاً هي زيت الوقود رقم 1 والذي يستخدم كمصدر طاقة نظيف ومتجدد في محطات الطاقة الصناعية والنووية والبحرية. كما يمكن أيضًا إنتاج أنواع مختلفة من زيوت التشحيم الجديدة بتكنولوجيا معالجة عالية الجودة تستهدف قطاعات متنوعة بما فيها الطيران والآليات البحرية والزراعات الثقيلة والصناعات البترولية.

بالإضافة لفوائده البيئية المباشرة، يشكل مشروع اعادة التدوير مصدر دخل كبير للاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة ودعم القاعدة التصنيعية المحلية. ويؤكد المختصون ان هذا المشروع ليس فقط صديقا للبيئة ولكنه ايضا يساهم مباشرة وبشكل فعال فى تعزيز الأمن الاقتصادى للدولة عبر تشغيل العمالة الوطنية المدربة وضمان الاكتفاء الذاتى من المنتجات المصنوعة منزليا بدلاً من الاعتماد الخارجي عليها مما يؤدي الى خفض تكالیف الإنتاج وتحسين القدرة التنافسيه عالمياً . ولذلك فان النهوض بهذا القطاع الحيوي بات مطلبا ملحا لكافة الدول الراغبة بخلق مجتمع أكثر سلاما وصحة واستقرارا واستدامة .