• صاحب المنشور: رنين بن يعيش
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد انتشار الهواتف الذكية، أصبحت حوادث الطرق الناتجة عن تشتيت انتباه السائقين بسبب هذه الأجهزة قضية ملحة تواجهنا يوميا. تشير دراسات حديثة إلى أن الاستخدام المكثف لهواتفنا المحمولة خلال القيادة يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في احتمال وقوع حوادث خطيرة. يؤثر هذا السلوك، الذي غالبا ما ينشأ من عدم الانتباه والتشتت العقلي، سلبا على قدراتنا على الحكم واتخاذ القرارات في الوقت المناسب، مما يعرض حياتنا وحياة الآخرين للخطر الشديد.

يمكن تصنيف المخاطر المرتبطة باستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة إلى ثلاث فئات رئيسية: المخاطر الجسدية، والدماغية والاجتماعية. أولا، تعتبر المخاطر الجسدية واضحة حيث يعرض الشخص نفسه لحركة مرورية مفاجئة أو ظروف خطرة أخرى بسبب انشغاله بهاتفه. وقد أظهرت الأبحاث أن رد فعل سائقي السيارات تجاه المشاة أو المركبات الأخرى قد يتأخر بسبب عملية تفكيرهم المشتتة. ثانيا، تؤدي المخاطر الدماغية إلى تقليل مدى تركيز وانتباه الفرد، وهو أمر حاسم لاتخاذ قرارات آمنة وفعالة خلف عجلة القيادة. كما أن استخدام الهاتف المحمول لفترة طويلة يمكن أن يسبب النعاس وضعف الأداء الإدراكي، خاصة بين مستخدمي الهواتف الذين يعتمدون عليها بشدة. وأخيرا، هناك جانب اجتماعي يتمثل في تأثير هذه الممارسة على السلامة المرورية عموما. إن تشجيع الناس باستمرار على إعطاء الأولوية لهواتفهم أثناء السير على الطريق يمكن أن يخلق ثقافة اللامبالاة بالأخطار المحتملة ويشجع السلوكيات غير المسؤولة التي تهدد سلامتنا جميعا.

وعلى الرغم من وجود قوانين صارمة ضد القيادة المتشتتة، إلا أنها لا تزال منتشرة على نطاق واسع. وفقا لأحد الاستطلاعات، اعترف حوالي ثلث السائقين بفحص هواتفهم بينما كانوا يقودون سياراتهم، بينما أقر أكثر من نصفهم بأنهم يقرأون رسائل نصية أو يتفحصون وسائل التواصل الاجتماعي وهم في طريقهم إلى العمل أو منه. علاوة على ذلك، كشف استطلاع آخر أجرته جمعية نقل الأعمال الأمريكية أنه خلال عام واحد، حدثت وفاة واحدة لكل خمسة عشر سائقا اعترفت باستخدام هاتفها المحمول أثناء القيادة. وهذه إحصائية مذهلة تعكس الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة.

أحد الجوانب الرئيسية لحل هذه المشكلة هو رفع مستوى الوعي