تقع هضبة الأردن شرق نهر الأردن وشمال البحر الأحمر، وهي جزء مهم من منطقة الشرق الأوسط تمتد بين ثلاث دول هي إسرائيل والأردن وفلسطين. تغطي هذه الهضبة مساحة تقدر بحوالي 11,000 كيلومتر مربع وتعد امتداداً طبيعياً لهضبة سيناء المصرية باتجاه الشمال الشرقي. تتميز تضاريسها بمزيج فريد من الصحاري والجبال المتناثرة التي تعطي المنطقة جمالاً خاصاً وتعكس تاريخاً غنياً للمكان.

تشكلت هضبة الأردن بشكل أساسي نتيجة للتغيرات الجيولوجية والتاريخية الطويلة. فعلى مدى ملايين السنين، أدّت الحركات التكتونية إلى رفع مرتفعات سلسلة جبال عجلون وجبل الشيخ شمالاً، بينما ظلت المناطق الغربية أقل ارتفاعاً بسبب تأثير انشطار الصدع الشمالي الأفريقي. هذا الانقسام أدى أيضاً لتكوين مجموعة كبيرة ومتنوعة من التكوينات الرسوبية والصخور النارية أساساً.

من الناحية المناخية، تعتبر هضبة الأردن منطقة صحراوية حارة وجافة خلال فصل الصيف مع متوسط درجات حرارة تتخطى الـ 40 درجة مئوية أحياناً. أما في الشتاء فتكون معتدلة نسبياً مقارنةً بفصول السنة الأخرى حيث تنخفض فيها معدلات الأمطار بشكل ملحوظ مما يجعل التربة قاحلة وغير خصبة لزراعة المحاصيل التقليدية. ومع ذلك، فقد استطاع سكان المنطقة تطوير بعض أساليب الزراعة البدائية مثل زراعة الدُّور واستعمال مياه الآبار الجوفية لإرواء محاصيل القمح والشعير وزيت الزيتون.

بالإضافة إلى أهميتها البيئية والمناخية، تحمل هضبة الأردن الكثير من المعاني التاريخية والدينية. فهي موطن لعدد كبير من المواقع الأثرية والإسلامية بما فيها مدينة البترا الشهيرة والمعروفة باسم "مدينة ألف عمود"، بالإضافة لمسجد النبي شعيب عليه السلام الواقع بالقرب منها. كما أنها كانت طريقا رئيسيا لحركة التجارة القديمة تربط بين مصر وسوريا والعراق عبر طرق التجارة الشهيرة كالطريق الروماني القديم وطريق الحج الإسلامي.

في المجمل، توفر هضبة الأردن شهادة فريدة على العمليات الجيولوجية والتفاعل بين الإنسان والبيئة منذ آلاف السنوات مضت. وهي اليوم تحتفظ بتاريخها وحاضرها كرمز للترابط العميق بين الثقافات والحياة البرية والطبيعة الخلابة التي تستحق الاستكشاف والاحترام.