المحيط الهادئ هو أكبر محيط في العالم، وهو بحق عملاق بحري ممتد عبر مساحات شاسعة من الكرة الأرضية. تحديداً، يبدأ من الجزء الشمالي عند مضيق بيرنج شمال روسيا وينتهي عند القطبية الجنوبية في الجنوب، مما يعني امتداداً هائلاً يقارب ١٥,٥٠٠ كم. جغرافياً، هذا المحيط الضخم يتوسط العالم بين شرق وغرب مع حصوله مباشرة على حدود مع معظم دول القارات الثلاث الرئيسية.
إذا بدأنا من الناحية الشرقية، فإن الشريط الشاسع لسواحله المطلة يعرض لنا وجه الأمريكيتين - أوروبا وآسيا عبر المناظر البرية والجزر الصغيرة المترامية الأطراف مثل اليابان وكوريا والصين وحوض جنوب شرق آسيا حتى تايلاند والإندونيسيا والفلبين. وبينما نتجه غرباً نحو الهلال الهندوسيني، نشاهد زاوية خاطفة لأستراليا قبل أن يصلنا إلى وجهتها النهائية؛ النصف الشرقي لهونولولو في الولايات المتحدة الأمريكية وفي مدينة هوبارت في ولاية تسمانيا الاسترالية. هذه الجغرافيا تعكس مدى اتساع وتفرد مجمع الأراضي المرتبطة بالمحيط الهادئ الذي يعد مركزاً للحياة والموارد العالمية.
ومن الجدير بالإشارة أنه بالإضافة لهذه المقاييس الفسيحة، فهو موطن لمجموعة واسعة ومتنوعة من الأحياء البحرية تشمل الشعاب المرجانية والشعاب الصخرية والحيدات والأرخبيلات وغير ذلك الكثير. هنا أيضاً، تحتل بعض المناطق أهميتها التاريخية والدينية بالنسبة للناس حول العالم بسبب مواقع عبادة دينية قديمة ومعاصرة مرتبطة ارتباط وثيق بتاريخ وهوية المنطقة المحيطة بها. إن التعرف على موقع وطابع المحيط الهادئ يقدم نظرة ثاقبة لقيمتنا المشتركة ونظامنا البيئي الأكبر.
