مضيق هرمز، المعروف بكونه أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، يقع في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة الخليج العربي. يمتد هذا المضيق الضيق بين مدينتي بندر عباس الإيرانية وراس مسندم العمانية، مما يعطي إمكانية الوصول المباشر للسفن التجارية بين بحر العرب والمحيط الهندي وخليج عمان. وبفضل موقعه الفريد، أصبح مضيق هرمز مركزاً رئيسياً للتبادل التجاري منذ القدم حتى يومنا هذا.

يمتلك مضيق هرمز تقديراً تاريخياً كبيراً، إذ لعب دوراً محورياً في دعم التجارة العالمية للعصور القديمة. خلال تلك الفترة، كانت السفن تمر بهذا الطريق لنقل البضائع الثمينة مثل البخور والبهارات وغيرها من المنتجات الحصرية من الهند والصين نحو أسواق أوروبا وآسيا الوسطى. أما الآن، فقد اكتسب المضيق أهميته كبوابة للنقل النفطي عالمياً، حيث ينقل ما يقارب الثلاثون مليون برميل نفط يومياً، وهو ما يعادل تقريباً ربع إنتاج النفط العالمي. وهذه الظاهرة جعلت مضيق هرمز يحظى بلقب "شريان النفط العالمي".

بالنظر إلى الأبعاد الفيزيائية لمضيق هرمز، يمكننا القول إنه يمتد لمسافة تقدر بـ63 كم ويتفاوت عرضه بين 27كم و97كم حسب المنطقة. يبلغ العمق المتوسط لمياهه حوالي ٦٠ مترًا، بينما تمثل المساحة المحصورة داخل حدوده الوطنية لإيران وعمان جزءًا مهمًا من مجالات بحرانهما الاقتصادية الخاصة.

إن استمرار نجاح وضرورات استخدام هذه المرونة البحرية الهامة تؤكد ضرورة إدارة مشتركة فعالة تضمن سلامتها واستقرار اقتصاداتها المرتبطة ارتباط وثيق بتداول الطاقة عبر هذا المضيق الحيوي.