يُعد المحيط الأطلسي ثاني أكبر محيط في العالم بعد المحيط الهادئ، حيث تغطي مياهه ما يقارب 20% من سطح الأرض بإجمالي مساحة تبلغ أكثر من ١٠٦ مليون كيلومتر مربع. يُشكل هذا المحيط حلقة اتصال رئيسية بين نصف الكرة الشرقي ونصف الكرة الغربي، ويحدّه من الشمال القطب الشمالي، بينما تمتد حدوده إلى جنوب القطب الجنوبي عبر نقطة التقاء ثلاثة محيطات أخرى.
يتمركز موقع المحيط الأطلسي بشكل أساسي بين قارتَي الأمريكيتَين اللاتينية والشمالية غربًا، وقارتَي أفريقيا وأوروبا شرقًا. تشكل تضاريس القارتين الأخريتين حاجزًا طبيعيًّا يمحو الحدود الدقيقة بينهما؛ إذ ينقسم المحيط عند خط الاستواء إلى جزأين: الجزء الشمالي وجزء آخر جنوب خط استوايْ. وتجعل هذه المنطقة العازلة منه مِعبرًا حيويًّا للتبادل الاقتصادي والثقافي بين مختلف دول العالم الثلاث والعشرين المطلة مباشرة على شواطئه.
إن تنوع البيئات البحرية داخل المحيط الأطلسي يعود جذوره الجغرافية لوضعه الفريد كبوابة عبور لمختلف التيارات والحركات النهرية، بالإضافة لعوامل المد والجزر والتغيرات الموسمية. وهذه الديناميكيات تؤدي بدورها لتكوين بيئة بحرية متنوعة وغنية بالحياة تتضمن مجموعة واسعة من الأنواع النباتية والحيوانية بما فيها أنواع عديدة وفاخرة من الأسماك مثل سمكة سمك أبو سيف وسردين ومأكولات بحرية شهيرة كالرخويات والقواقع وغيرها الكثير.
كما ترتبط بالطرف الجنوبي للمحيط عدة بحار مهمة مثل البحر الكاريبي والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي. أما الجانبين الشمالي والجنوبي فتوجد ثلاث خنادق عميقة جدا وهي تلك الخاصة ببحر سيبيريا والبحر المتجمد الشمالي وشبه الجزيرة الآركتيكية المتصلة بمياه شمال كندا. لذلك تعد مناطق صيد غنية جدًا بتنوع مواردها البحرية الثمينة والتي تتميز خصائصها بنمط حياة فريدة بسبب اختلاف درجات حرارتها وانحسار ضوء الشمس فيها خلال فصل الشتاء الطويل القطبي المقفر.
وفي النهاية نجد أن تحديد موقع المحيط الأطلسي مرتبط ارتباط وثيق بتفاعله المستمر مع عناصر الطبيعة الأخرى سواء أكانت بريّة أم سمائيّة وهو ما يفسر سبب وجود بعض التصنيفات الفرعية لهذه المساحات الضخمة بناءً على عوامل مختلفة كتوزيع المناطق الزمنية وعرض الخطوط الجغرافية والمناطق التاريخية التقليدية أيضًا!