يعدّ نهر الدانوب واحدًا من أهم الأنهار في أوروبا وعبر التاريخ؛ فهو يشكل شريانًا حيويًا لعدد كبير من الدول التي تعبره قبل أن يصل إلى البحر الأسود. يمتد هذا النهر العريق لمسافة تقارب الـ2860 كيلومتر (1777 ميل) عبر عشر دول مختلفة تبدأ رحلتها الطويلة فوق قمم الجبال الألمانية ثم تتجه نحو الشرق عبر مساحة واسعة تمتد من الغرب حتى قلب آسيا الصغرى.
يتغذى نهر الدانوب بمياه تنبع أساسًا من بحيرة كونستانز في جنوب غرب ألمانيا ليبدأ مجراه بعد ذلك في دولة سلوفاكيا ويواصل طريقه عبر هنغاريا ورومانيا وصربيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وبلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا وألمانيا مرة أخرى قبيل خروجه إلى البحر الأسود بالقرب من مدينة كونستانتسا الرومانية.
على طول مساره المتعرج، يعبرها العديد من المدن التاريخية مثل بوخارست وبراغ وبراتيسلافا وغيرها مما جعل له مكانة اقتصادية وثقافية بارزة ليس فقط كممر مائي طبيعي ولكن أيضًا كحزام متصل بين الثقافات المختلفة التي تشترك جميعها ضمن حدود تصريف مياهه الواسعة.
بالإضافة لدوره الاقتصادي البارز والذي يتضح بشكل خاص خلال فترة حقبة التوسع الإمبراطورية لعهد هابسبورغ حيث سمح بحرية التجارة والتبادلات التجارية الآمنة ما بين شرق وغرب القارة، فقد لعب نهر الدانوب دوراً محوريًا أيضاً في الشؤون السياسية وتحديد الحدود الوطنية للدول المتاخمة له منذ القدم وحتى وقتنا الحالي. إنه رمز للألفة الدولية والعلاقات المشتركة رغم الاختلافات الجغرافية والثقافية الهائلة التي تفصل تلك البلدان بعضها عن بعض.