في الإسلام، يعدّ قطع الرحم إحدى أكبر الخطايا والمعاصي، إذ يأمر القرآن الكريم بإقامة الروابط العائلية وصلة الأرحام. فقد أكدت العديد من النصوص الدينية مثل الآيات والأحاديث على مكانة وأهمية صلة الرحم ودورها في بناء المجتمع المسلم. إن موقف ابن عمك تجاه عمته هو أمر محزن، لكن الدين يحثنا على التسامح وصون الحقوق حتى لو كانت الظروف غير مواتية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منه قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطع. فقال: نعم، ألا ترضين أن أصِلَ مَن وصلَك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب." وهذا يشير إلى فضيلة صلة الرحم ومكانة حافظيها في الإسلام.
وفي حين قد تبدو بعض تصرفات العمومة مؤلمة وغير متوقعة، إلا أن التعاليم الإسلامية تحث المسلمين على مواجهة تلك المواقف بالحكمة والتسامح. كما ذكر الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم:"...إني أقرب قرآبة منهم فأحسن إليهم..." فرد النبي عليه السلام قائلاً:"لو كنت كما تقول؛ لكانت ملَّاً عليهم"، موضحاً بذلك أنه بدلاً من الانتقام أو المقاطعة، يجب التعامل بحلم وكرم مع هؤلاء الأشخاص الذين يظلموك. بل وينصح بأن تبقى صادراً عنك أعمال الخير رغم سوء تصرف الآخرين، فهو سبيل لمزيد من البركة والعزة أمام الله عز وجل.
ختاماً، يجب الحرص دائماً على استمرار التواصل مع العمّة مهما حدث، فالرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد على ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة كالسمح والقريب وإن قصرت بهم الأحوال. نسأل الله أن يصلح ذات بين الجميع وأن يعيد الوئام للعلاقات المقطوعة.
