تقع هضبة الأناضول، المعروفة أيضًا باسم آسيا الصغرى، في جنوب شرق أوروبا وغرب آسيا، وهي جزء لا يتجزأ من جمهورية تركيا الحديثة. تتميز هذه الهضبة بطبيعتها الجبلية الوعرة بسبب سلاسلها الجبلية المتواصلة مثل جبال ثوروس وجبال بونتيك، مما يمنحها مهمتها الاستراتيجية كجسر طبيعي بين القارتين الأوروبية والأسيوية.
تحظى هضبة الأناضول بتاريخ عريق يعكس تأثير مختلف الحضارات عبر العصور. لقد شهدت عدة فترات تاريخية مهيبة بدءًا من الإمبراطوريات القديمة مثل الأكدية والآشورية والحثية، مرورًا بالحكم اليوناني وروماني، وحتى سيطرتها بمملكة عظيمة تحت الحكم العثماني قبل ظهور الجمهورية التركية.
ويبرز أهميتها الجغرافية بتمركزها كمفصل ثقافي بين الشرق والغرب، حيث اجتمعت وطدت روابط متنوعة من الثقافة والتبادلات التجارية والدينية. فالهضبة لم تكن مجرد أرض عبورٍ فقط وإنما كانت موطنًا للإشعاع الفكري والثقافي على مدى آلاف السنين.
ومن الناحية المناخية، تعتبر هضبة الأناضول ذات طابع شبه صحراوي بارد نسبيًا خاصة خلال فصل الصيف مع اختلاف واضح في معدلات سقوط الأمطار والتي تكون قليلة نسبيا مقارنة بغزارته في باقي مناطق البلاد الأخرى. ومع ذلك فإن شهرَيْ يونيو ويوليو تشهدان أعلى مستويات درجات الحرارة قد تتخطى الثلاثين درجة مئوية بحسب معظم السنوات المنصرمة هناك.
وبذلك يمكننا القول بأن هضبة الأناضول ليست مجرد مكان جغرافيا بل إنها نقطة ارتكاز ومزلق للحياة الإنسانية منذ القدم حتى يومنا الحالي وما زالت تحافظ على مكانتها العالمية المتميزة رغم تعدد التحولات السياسية والديموغرافيا.
