الحمد لله رب العالمين، ونحمد الله تعالى الذي رزقك زوجة طيبة رغم المصائب التي مررت بها. أولاً، نود التأكيد على نقطة هامة: المشاعر الداخلية كالحب تجاه شخص ما والتي لا تسببت بطرح نفسك في موقف محرم, ليس عليك الذنب بسبب تلك الأحاسيس. أما عندما تقترن هذه المشاعر بسلوكيات غير مناسبة دينياً, كالنموذج الذي ذكرت حيث بدأت برسائل خاصة امتدت لفترة طويلة, هنا يوجد مجال للإثم والتوبة.
وفق الدين الإسلامي, التواصل المباشر وغير المنظم بين الرجال والنساء الذين ليسوا مرتبطين برابط قانوني مقدس يمكن أن يدخل في دائرة الخطأ. هذا الأمر يعود أساساً لتاريخ البشرية وإمكانية استخدام مثل هذه العلاقات لإحداث الضرر العاطفي والفكري. النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه حذر الناس من الاختلاء بالأجانب عند حديثه عن علامات المسيح الدجال. وفي القرآن الكريم أيضاً, نهينا أن "تخضع النساء بالقلب حتى يطمع الذي في القلب مرض".
بالإضافة لذلك, تعتبر الوسائط الثالثة مثل الأخوات في حالة مثل حالتك وسيلة محفوفة بالمخاطر. فهي تشجع فقط المزيد من الاتصال المحتمل بين أفراد مختلفين جنسياً. يُوصى دائمًا بالتقليل من أي شكل من أشكال الاتصالات الشخصية خارج حدود العلاقة الزوجية المعتمدة رسميًا.
بالنظر لحالك الخاص, يبدو واضحاً الآن أن الطريق الذي اتخذته قبل زواجكما لم يكن أفضل مسار. ومع ذلك, بما أن القصد الأصلي لك كان النوايا الطيبة والنية الجيدة, فإن باب التوبة مفتوح أمام الجميع أمام الرب الرحيم المجيب لدعوات عباده المؤمنين. الدعاء المستمر والاستمرار في فعل الأعمال الصالحة هما المفتاح للتطهير الروحي والعودة نحو رضا الرحمن جل وعلى.
وفي النهاية, نتمنى لكم حياة سعيدة مليئة بالإيمان والخير بإذن الله.