تعتبر المملكة الأردنية الهاشمية واحة طبيعية غنية ومتنوعة، تتميز بتضاريسها الرائعة ومناظرها الخلابة التي تعكس جمال الحياة البرية والثروات البيئية. تمتد جبالها الوعرة إلى سهولها الخصبة وصحرائها القاحلة لتشكل لوحة فنية طبيعية فريدة. يضم الأردن مجموعة متنوعة من النظم البيئية، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمستكشفين الذين يرغبون في استكشاف كنوزه الطبيعية والتاريخية.
يعد محمية ضانا محمية طبيعية عالمية نادرة تضم نظام بيئي متكامل يحتوي على حيوانات برية مهددة بالانقراض مثل الظباء البابلية والنمر العربي. هذا الموقع الذي صنفه اليونسكو كموقع تراث عالمي يعد مثالاً رائعًا للحفاظ على التوازن الدقيق بين الحفاظ على البيئة والحفاظ على الثقافة المحلية. كما أنه يعرض الزوار لممارسات الرعي التقليدية التي تعتمد عليها المجتمعات البدوية منذ قرون طويلة.
من جهة أخرى، تشتهر منطقة البحر الميت بكونها المكان الأكثر انخفاضا على سطح الأرض، بالإضافة إلى كونها موطنًا لسبع مناطق حماية خاصة بها تنعم بمجموعة واسعة من النباتات والحيوانات الفريدة. تعد هذه المنطقة أيضًا موقعًا مهمًا للطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء والصيف، حيث تستقطب أكثر من مائتي نوع مختلف من الطيور حول مسطح المياه المتقلص باستمرار بسبب ظاهرة الجفاف العالمي.
وفي الجنوب الشرقي للأردن، يمكن للمسافرين زيارة منتزه وادي رم الوطني الشهير والذي اشتهر بأنه خلفيات لأفلام هوليوود العالمية نظرًا لجوه الصحراوي اللافت. هنا يمكنك التجول وسط المنحدرات الصخرية الحمراء والرمال الذهبية وتكوين صداقات مع السكان المحليين الذين يسكنون خيام بدوية تقليدية. هذا المنتزه ليس مجرد معلم سياحي جذاب؛ بل هو شهادة على مرونة الإنسان والعيش جنباً إلى جنب مع الطبيعة الصحراوية القاسية.
ويمكن للمحبي الرياضات الخارجية الاستمتاع بقضاء وقت ممتع لدى نهر الأردن العظيم، وهو أحد أهم روافد النيل ومصدر تاريخي وثقافي كبير للأمة المصرية القديمة. اليوم، يشهد النهر حركة مستمرة للسياح المغامرين الراغبين برياضات الحركة كالrafting والإبحار بالقوارب المطاطية وغيرها الكثير. ويقدم مشروع تحديث مجرى نهر الأردن فرصة رائعة لدعم المشاريع البيئية والسياحية بشكل مشترك بينما يحافظ أيضاً على سلامته البيئية كجزء أساسي من منظومتنا الطبيعية.
إن الرحلات ضمن المناظر الجميلة للأردن تقدم تجارب ذات قيمة ومعاني عميقة لكل عاشقي الطبيعة والفلكلور الشعبي والأماكن التاريخية العريقة كذلك. وبالتالي فإن فهمنا للحفظ الإيكولوجي وإعادة التأهيل لهما مكانتهم الخاصة هنا تماماً كما هو واضحٌ من اهتمام الحكومة وشعب البلاد بنشر الوعي بشأن هذه المواقع والحفاظ عليها وعلى مواردها الثمينة جيلاً بعد جيل آخر.
