يُعدّ جبل مايون، الواقع في جنوب شرق جزيرة لوزون الفلبينية، واحداً من أكثر البراكين نشاطاً ومخيباً للآمال في العالم. يبلغ ارتفاع هذا البركان الهائل حوالي 2462 متراً فوق سطح البحر، وهو أعلى براكين فلبين وواحد من أعلى عشرين بركانا في العالم بناءً على الارتفاع من قاعدته إلى قمتها. لكن رغم ذلك، فهو ليس الأعلى بين جميع البراكين حول الكوكب. ولكن شهرته تأتي من طبيعته النشطة المستمرة والتي جعلته مرشحاً كواحد من أشهر الأماكن السياحية الخطرة في البلاد.
جبل مايون هو أحد الأعضاء الناشطين لمنطقة "الأخدود النارى"، وهي عبارة عن منطقة جيولوجية تمتد عبر سلسلة الجزر الفيلبينية وتضم العديد من البراكين التي تشكلت بسبب الصفائح التكتونية. يتميز شكل الجبل بميوله المخروطي الشديد مما يعكس درجة عالية من النشاط البركاني الأخير. طبقةٌ سميكةٌ من الحصى والحمم البركانية تغطي جوانبه بدءً من القاعدة مروراً بالحافة العليا للقمة الرأسية حتى الجزء السفلي منها. هذه الطبقة البركانية غالبًا ما تُغطى بكثبان رملية بيضاء اللون نتيجة لتراكم الغبار والتراب المنبعث أثناء ثوران البركان.
تاريخياً، كان لجبل مايون تأثير كبير على سكان المنطقة المحيطة به. فقد شهد تاريخه الحديث عدة ثورات مدمرة أدت إلى خلق مشاهد طبيعية جديدة وتعريض السكان المحليين للمخاطر الطبيعية بشكل مباشر. آخر تلك الثورات كانت عام 1993، حين دمرت المدينة الواقعة أسفل وجه البركان وأدت إلى نزوح الآلاف من الناس الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب الخوف من المزيد من الانفجارات المدمرة. ومع ذلك، فإن جمال الجبل وعظمته يجذب الزوار والسياح من كل حدب وصوب لتقديم نظرة مباشرة على قوة الأرض الدائمة وغير المضمونة بالكثير من التأكيدات الأمنية!
يشهد مشهد البركان اليوم نهضة كبيرة بعد إعادة الإعمار واستعادة المناطق المتضررة بالقرب منه. ويستمر العمل أيضًا لتحسين إجراءات الإنذار المبكر والاستعداد لمواجهة أي مستقبل محتمل للانفجارات المحتملة. وعلى الرغم من مخاوف السلامة المرتبطة بهذا الموقع الشهير عالميًا، إلا أنه يبقى رمزًا رائعًا لقوة الطبيعة وجاذبيتها الاستثنائية. إن التفوق المطلق لبنية الجبل غير الاعتيادية والمظهر الجمالي الخاص به يجعلانه واجهة جذب رئيسية لأولئك المهتمين بتقدير عجائب الطبيعة المذهلة والقريبة جدًا من مركز الحياة البشرية المعاصرة.
