المحيط الهادئ ليس مجرد بحر عابر، بل هو عالم هائل بمفرداته الخاصة، ويعتبر الأكبر بلا منافس بين جميع محيطات العالم. وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية الأمريكية للأجواء والمحيطات، تمتد رقعة هذا الجسم المائي الضخم لتغطي حوالي ١٥٥ مليون كم² ، أي ما يساوي ثلث مساحة سطح الأرض! وهذا يعادل ضعف مساحة المحيط الثاني بالحجم، وهو المحيط الأطلسي.
وقد سُمِّي "الهادئ" بسبب تجربة المستكشف البرتغالي الشهير فارديناندو ماجلان خلال رحلاته البحرية الأولى حول القارة القطبية الجنوبية حيث لاحظ أنه مقارنة ببقية المياه العكرة غير المتوقعة نسبيًا للبحار المفتوحة الأخرى، كانت مياه هذه المنطقة أكثر هدوءاً واستقراراً نسبياً مما دعم تسميته الجديدة "المحيط الهادئ". ولكن رغم اسمه الهادئ الظاهر إلا انه يحفل بالأخطار والعواصف المدمرة نتيجة موقعه ضمن حلقة النار الواصلة لبحر اليابان شرقًا وخليج كاليفورنيا غربًا والتي تعتبر مناطق النشاط الزلزالي الأعلى في الكوكب.
أما بالنسبة للتكوين الجغرافي فهو متنوع بشكل ملحوظ؛ وبينما تتألف معظم قاعه من تسلسل جبلي تحت الماء طويل الشريط يعرف بجبل الهيمالايا البحري- يشمل مجموع جزيرة هاواي وجزء كبير من أرخبيل الفلبين- هناك أيضا مصائد جبلية واسعة وكثيفة مثل تلك الموجودة في عدة جوانب مختلفة بما فيها نيوزيلندا واستراليا وغرب الولايات المتحدة الامريكية . وفي الجانب الآخر يوجد الخنادق الغائرة جداً، مثال عليها خداع مارينا والذي يعد أعمق مكان معروف داخل كل المسطحات المائية العالمية بعمقه البالغ عشرون ألف قدم تقريبًا.
وإذا انتقلنا للدراسة الفيزيائية فهناك الاحوال المناخيه المرتبطة بدرجة حرارته وتيارات البحار الدوامية وغيرها الكثير... فللحصول علي مزيد من المعلومات التفصيلية يمكن الرجوع للإحصائيات الرسمية لدائرة NOAA المرجعية المعروفة لدى خبراء علوم البحار والجيولوجيا بأنواع مختلفاتها.
