كيف تحدث موجات تسونامي: رحلة عبر علم الجيولوجيا والتسونامي المدمر

تسونامي ظاهرة طبيعية مخيفة تستحضر ذكريات الدمار الهائل والألم الإنساني. لفهم كنه هذا الحدث الطبيعي المزعج، علينا استكشاف العمليات الجيولوجية المعقدة ا

تسونامي ظاهرة طبيعية مخيفة تستحضر ذكريات الدمار الهائل والألم الإنساني. لفهم كنه هذا الحدث الطبيعي المزعج، علينا استكشاف العمليات الجيولوجية المعقدة التي تجتمع لتوليد موجات تسونامي المدمرة. تبدأ الرحلة بتحريك صفائح الأرض التكتونية؛ تلك القطاعات الضخمة لقشرة الأرض والتي تشكل القارات والبحر.

صفائح الأرض ليست ساكنة ولكنها تتحرك باستمرار بفضل حرارة اللب الداخلي للأرض. تبحر هذه الصفائح نحو بعضها الآخر بمعدلات متفاوتة بين ٢٫٥ سم إلى ٥ سم سنويًا، ومع ذلك فإن أكثر مناطق الحركة نشاطًا هي خطوط الصدوع - نقاط التقارب بين الصفائح. هنا يحدث الاحتكاك المؤدي إلى الزلازل والنشاط البركاني. عندما يدخل صفيحة واحدة ضمن أخرى في عملية معروفة باسم "الانغراس"، قد يؤدي ذلك إلى تحرر كميات كبيرة من الطاقة التي تُرسل كـ"موجات زلزالية".

عملية توليد تسونامي تبدأ بهذا الترنح المفاجئ للقاع البحري. اندفاع الصفيحة المغروسة داخل الأخرى يمكن أن يعطل توازن الرواسب والصخور تحت الماء، ويطلق دفعة هائلة من المياه باتجاه السطح. مع ارتفاع مستوى الماء بشكل مفاجئ وغير متوازن، يتم دفع كتلتها الهائلة أمامها، لتولد بذلك أول موجتين من تيار التسونامي المحوري.

وبينما يتحرك هذا الموجة الأولى، فإنه يجذب معه المزيد والمزيد من الماء من حول موقع الاصطدام، وينمو ليصبح شيئًا يشبه الأمواج الطويلة للغاية ذات القدرة على قطع آلاف الكيلومترات بدون فقد الكثير من زخمها الأولي. تصبح سرعتها عالية جدًا – حوالي ٨٠٠ كم/ساعة– مشابهة لأداء الطائرات النفاثة. ولكن عندما تدخل مياه التسرب المناطق المنخفضة، مثل قرب الشواطئ، تضطر الأمواج للتباطؤ بينما ترتفع أحجامها. نتيجة لذلك، يمكن أن يصل ارتفاع كل موجة فردية لسفن كاملة قبل أن تختفي مرة أخري وسط الفيضان التالي لها.

ومنذ ظهور الحياة البشرية حتى الآن، شهد التاريخ عدة موجات تسونامي مدمرة للغاية. أشهر واقعاته وقع عام ٣٦٥ ميلادية في بحر إيجه، حيث هز زلزال شديد الجزيرة اليونانية كريت وحرف مساره تماما، خلق شلال عملاق للمياه امتلأت فيه ممرات القرية والسفن الصغيرة بكافة أنواع الأشياء والعناصر الغير منطقية ومحاصرة العديد منهم بالمناطق المرتفعة لبضع ساعات ثم مغادرتها بعد انحسار الظروف الآمنة نسبياً مجددًا.

وفي الختام، تبقى دراسة تفاصيل صنع وموجات تسونامي ضرورية لتعميق فهمنا لهذة الظواهر البيئة وتحسين الاستعداد والإجراءات الوقائية ضد أي كارثة محتملة في المستقبل.


عبد الواحد بناني

9 مدونة المشاركات

التعليقات