يتبوأ الغاز الطبيعي مكانة بارزة بين مصادر الطاقة المتجددة نظرًا لتعدد فوائده البيئية والاقتصادية. يعتبر هذا المصدر النظيف خيارا استراتيجياً للمستقبل نظرا لكميته الهائلة المتاحة عالميًا وتقنيته المتقدمة التي تُمكّن من الاستخراج والاستخدام بكفاءة عالية.
على الصعيد البيئي، يتميز الغاز الطبيعي بانبعاثاته المنخفضة لغازات الاحتباس الحراري مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدية مثل الفحم والزيت الثقيل. عند حرق الغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء، فإن مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تكون أقل بنسبة حوالي 50% مقارنة باستخدام الفحم وبحوالي 25% مقارنة باستخدام الزيت الخام. وهذا يعكس التزامنا نحو خلق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الغاز الطبيعي بشكل إيجابي على الاقتصاد العالمي عبر توفير فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الصناعي والتجاري. فهو يساهم مباشرة في قطاع الطاقة ويحفز قطاعات أخرى مرتبطة كالنفط والبتروكيماويات والبناء وغيرها مما يخلق دورة اقتصادية متكاملة تعود بالنفع الكبير على المجتمع المحلي والدولة برمتها.
وفي مجال الأمن الطاقوي، يعد توافر الغاز الطبيعي محليا أمراً أساسياً لتحقيق استقلال طاقوي واستقرار سياسي واقتصادي للدول المنتجة والمستهلكة له. كما أنه يشجع الشركات العالمية على توجيه المزيد من الاستثمار نحو المناطق ذات الثروات النفطية المرتفعة والتي غالبًا ما تحتل مواقع استراتيجية مهمة تؤهلها للتحكم في أسعار السوق وعلاقات التجارة الدولية.
ختاماً، إن إدراك أهمية الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقات البديلة أصبح أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم بسبب قدرته غير العادية على تحقيق تنمية صديقة للمحيط الحياتي والصحة العامة مع ضمان استمرار رفاهية الشعوب وحسن سير عجلة الإنتاج والإبداع الاقتصادي البشري.