- صاحب المنشور: مجد الدين بن يوسف
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي يهيمن فيه عالم الإنترنت والوسائل الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لكن هذا الاندماج المتزايد قد يحمل تأثيرات غير متوقعة خاصة عندما يتعلق الأمر بالفئات العمرية الأصغر مثل الأطفال والمراهقين. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف الآثار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية لهذه الفئة الحساسة.
تظهر العديد من الأبحاث العلمية وجود علاقة قوية بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والأمراض النفسية لدى الشباب. وفقاً لدراسة نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2019, فإن هناك ارتباط واضح بين زيادة استخدام الشبكات الاجتماعية والشعور بالإكتئاب والإضطراب القلقى وغيرها من المشاكل الصحية النفسية الأخرى. يشرح الخبراء ذلك بأن الضغط الاجتماعي المستمر والتقييم الذاتي السلبي بسبب المقارنة الدائمة مع الآخرين عبر الإنترنت يمكن أن يساهم بشكل كبير في الانخفاض العام في مستوى الثقة بالنفس والجودة المعيشية.
مع ذلك, ليس كل شيء سلبي تماما. توفر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا فرصًا تعليمية وتواصل واجتماعات لم تكن ممكنة سابقًا. فمن خلال المنشورات التعليمية والبرامج التوعوية حول القضايا الصحية والعلاقات البشرية, يمكن للمستخدم الصغير التعرف على كيفية التعامل مع المواقف المختلفة وكيفية طلب المساعدة عند الحاجة. بالإضافة لذلك, تعتبر مواقع التواصل مكانا لتكوين صداقات جديدة وتعزيز مهارات اللغة والثقافة العالمية مما يعزز الشعور بالتعدد الثقافي وينمي المهارات الشخصية.
للحفاظ على توازن إيجابي, يُشدد علماء النفس وخبراء التربية على أهمية وضع حدود واضحة للاستخدام الرقمي بمشاركة الوالدين أو الوصي. تشمل هذه الحدود تحديد مدة زمنية محددة لكل جلسة استخدام واستبعاد الأجهزة الإلكترونية أثناء الوجبات العائلية وقبل النوم مباشرة، وكذلك مراقبة محتوى المواقع التي يتم زيارتها. كذلك، ينبغي التشديد على ضرورة تثقيف الطلاب منذ سن مبكرة حول المخاطر المرتبطة بهذه التقنيات وكيفية البقاء آمنين ومستقلين ذهنيا بغض النظر عما يقع أمامهم عبر الشاشة.