النخاع الشوكي: مركز التحكم الرئيسى فى جسم الإنسان

يعدّ النخاع الشوكي واحدًا من أهم وأكثر الأعضاء حساسية في الجهاز العصبي المركزي للإنسان والفِرقاة بشكل عام. إنه عبارة عن حبل عصبي طويل ومستقيم يمتد داخ

يعدّ النخاع الشوكي واحدًا من أهم وأكثر الأعضاء حساسية في الجهاز العصبي المركزي للإنسان والفِرقاة بشكل عام. إنه عبارة عن حبل عصبي طويل ومستقيم يمتد داخل القناة المركزية للعمود الفقري، ابتداءً من قاعدة الدماغ وحتى الجزء السفلي من الظهر. ويُعرف أيضًا باسم "الحبل الشوكي". يشبه شكله شكلاً هرميًا عند النظر إليه مقطعيًا، ويتكون أساسًا من مجموعتين رئيسيتين هما: المادة البيضاء والمادة الرمادية. تتميز المادة البيضاء بلونها الأبيض الناصع، بينما تأخذ المادة الرمادية لونها الأحمر الباهت بسبب كثرة تحتوي عليها الخلايا العصبونية للنخاع الشوكي.

يبلغ طول النخاع الشوكي لدى الشخص البالغ حوالي 44 سم تقريبًا، وعرضه يصل إلى سنتيمتر واحد فقط. يتم تغطيته بكيسٍ رقيق يعرف بالسحايا، والذي بدوره يحمي النسيج الداخلي الهش لهذه المنطقة الحرجة. يوجد أيضاً وسطٌ منتشر حول هذا النسيج المعروف بسوائل النخاع الشوكي، والتي تلعب دور الوسائد الحامية له وللعضام المغلفة داخله.

يتكون كل جانب من جوانب النخاع الشوكي من ثلاث طبقات متوازية - تعرف بالأجنحة الجانبية - لكل منها وظائف متخصصة خاصة بها؛ فتوجد فيها المحاور العصبية الطويلة التي تنقل الرسائل الكهربائية ذهابًا وإيابًا بين الدماغ وجذع الدماغ، وباقي أعضاء الجسم المختلفة بما فيها الذراعين والساقين. هذه العملية تسمى نقل الانعكاس العصبي. يحتوي كل قسم من أقسام العمود الفقري الثلاثة عشر الأصلية عليه مجموعة فريدة من الأنابيب الصغيرة المعروفة بالأعصاب الشوكيه والتي تبدأ هنا لتصل خارج الجسم عبر الفتحات الموجودة بالقرب من فقرات معينة لتحفيز حركة بعض عضلات الوجه والعضلات المصاحبة لها.

على الرغم من قصر فترة حياته القصيرة نسبياً إلا أنه يلعب دوراً محورياً ومؤثراً للغاية فيما يتعلق بتنسيق العديد من عمليات الجسم اللازمة لحياته اليومية الطبيعية: التنفس، الحركية والتوازن وغير ذلك الكثير! ومع ذلك فإن تعرض تلك المنطقة لأي ضرر حتى ولو بسيط قد يؤدي إلى آثار وخيمة وطويلة المدى نظرا لطبيعة عملها الاستراتيجية وانتشار انتشار التأثيرات لاحقا نتيجة التلف الواقع هناك وليس انتهاء بمواقع ثابتة ضمن مناطق محدده منه حسب درجة خطورة الحالة الصحية العامة للمصاب وما صاحبها من عوامل مهيئة لسير المرض نحو الأسوأ خصوصاً اذا كانت ذات احتمال تكرار مرتفع مما يستوجب العلاج المبكر والجراحي والقائم دائماً بحالة مراقبة مستمرة مستقبليا لمساعدة مرضانا الاعزاء على استعادة قدرتهم البدائية وحفظ حقوقهم البشرية الأساسية .


عادل العروي

10 مدونة المشاركات

التعليقات