يُعتبر جبل الجودي موقعًا ذا أهمية تاريخية كبيرة في الإسلام، حيث يُعتقد أنه الجبل الذي رست عليه سفينة نوح عليه السلام بعد الطوفان العظيم. وفقًا للروايات الإسلامية، يقع جبل الجودي في الجمهورية التركية، تحديدًا في محافظة شرناق، بالقرب من الحدود مع العراق وسوريا. يقع الجبل عند مفترق طرق هذه الدول الثلاث، على بعد 281 كيلومترًا جنوب غرب جبل أرارات.
وفقًا للقرآن الكريم، ورد ذكر جبل الجودي في سورة هود، الآية 44: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ". هذا النص يشير إلى أن سفينة نوح استقرت على جبل الجودي بعد الطوفان.
على الرغم من الاتفاق على أن الجودي هو الجبل الذي رست عليه السفينة، إلا أن هناك اختلافات حول موقعه الدقيق. بعض العلماء يعتقدون أنه يقع في تركيا على الحدود الأرمينية الإيرانية، ويُعرف باسم جبل أرارات. بينما يرى آخرون أنه يقع في الجزيرة العربية، أو ضمن سلسلة جبلية تسمى الكاردين في شمال شرق جزيرة ابن عمر بالقرب من الموصل.
في عام 1959، اكتشف الكردي رشيد سرحان بقايا من سفينة نوح وأخشابها في قمّة جبل الجودي. تم فحص عيّنات من الأخشاب باستخدام نظير الكربون المُشع، مما أظهر أن تاريخ صناعة هذه الأخشاب يعود إلى ما يقارب الأربعة آلاف وخمسمائة عام. هذا يتوافق مع النصوص السومريّة القديمة التي تذكر الطوفان الذي حلّ بقوم نوح.
في الختام، رغم الاختلافات حول موقعه الدقيق، فإن جبل الجودي يُعتبر موقعًا ذا أهمية تاريخية كبيرة في الإسلام، حيث يُعتقد أنه الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بعد الطوفان العظيم.