في ساحة العلوم والتكنولوجيا الحديثة، برزت تقنيات الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي للتقدم البشري. واحدة من هذه التقنيات الرائدة هي نماذج اللغة القائمة على الـGPT (Generative Pre-trained Transformer). تُظهر هذه النماذج قدرتها الفائقة على فهم وتوليد النصوص البشرية بشكل دقيق ومفيد جداً، مما يعكس مدى تقدم قدرتنا على محاكاة القدرات المعرفية للإنسان عبر الخوارزميات الحسابية.
على عكس الطرق التقليدية لتدريب الشبكات العصبية التي تعتمد على البيانات المصنفة مسبقا والمحددة، يستخدم نموذج الـGPT طريقة التعلم غير المشرف تسمى "التعلم بالتمثيل". هنا يتم تدريب النموذج على كميات هائلة من البيانات المفتوحة المصدر قبل تحديد المجالات الخاصة للمهام مثل الترجمة الآلية، توليد الأخبار والأبحاث العلمية وغيرها الكثير. وهذا يسمح للنموذج بفهم السياقات المختلفة وبالتالي إنتاج استجابات أكثر طبيعية ودقة.
إن الابتكار الكبير الذي حققه نموذج الـGPT يكمن في القدرة على معالجته للاعتراض العام بدلاً من التركيز فقط على المهمة المطروحة أمامه. بمعنى آخر، يمكن لنظام الـGPT أن يفكر بطريقة مشابهة لكيفية عمل الدماغ البشري - وهو ما يُطلق عليه اسم "النظر". هذا يعني أنه عند طرح سؤال معين، سيستعرض النظام ذاكرة واسعة ومتنوعة ثم يقوم بتجميع الاستجابة بناءً على ذلك.
بالإضافة لذلك، توفر نماذج الـGPT فرصاً جديدة أمام البحث العلمي والإبداع الأدبي. فبإمكان الكتاب اليوم الاعتماد عليها لإنتاج روايات أو مقالات طويلة، بينما تستطيع الفرق البحثية استخدامها لتحليل مجموعات كبيرة ومعقدة من البيانات بسرعة وفعالية أكبر بكثير. إنها حقبة جديدة من الذكاء الاصطناعي قد تغير وجه العالم الرقمي كما نعرفه.