تلعب المياه دوراً حيوياً ومعقداً في النظام البيئي للأرض، فهي أساس الحياة لكل الكائنات الحية وتعد المحرك الرئيسي للعديد من الأنظمة البيئية المختلفة. تشكل المياه حوالي 71% من سطح الأرض، وهي متوفرة بشكل رئيسي كمياه بحرية ومياه عذبة، حيث يمثل الأخير أقل من 2.5%. تتضمن المياه العذبة الجداول والأنهار والبحيرات والمياه الجوفية وغيرها الكثير. هذه الأنواع المتنوعة من المياه تؤدي وظائف أساسية للحياة البرية والنباتات البشرية أيضاً.
تعتبر المياه ضرورية لتبادل الغازات بين النباتات والكائنات البحرية والغلاف الجوي عبر عملية التبخر والتكثيف والهطول. تساعد عمليات دورة الماء هذه على تنظيم درجة حرارة الأرض والحفاظ على توفر الرطوبة اللازمة لنشاط النظم البيئية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المياه دوراً هاماً كمكان لنمو العديد من أنواع الأسماك والقشريات وغيرها من أشكال الحياة البحرية التي تعد مصدر غذاء مهم لكثير من الحيوانات والإنسان نفسه.
في المناطق الصحراوية والجافة، تعتمد حياة الإنسان والنباتات والحيوانات بشكل كبير على توافر مصادر محدودة للمياه العذبة. هنا، تصبح إدارة موارد المياه إدارة مدروسة للغاية لتحقيق الاستدامة وتعزيز فرص البقاء لهذه البيئات القاحلة. إن استخدام تقنيات الري الذكية وتحسين سبل الوصول الآمن والصحي قد أدى إلى زيادة إمكانيات الزراعة المستدامة ورفاهية المجتمعات المحلية.
وعلى الرغم من أهميتها القصوى، فإن العالم يشهد تحديات كبيرة بشأن ندرة المياه بسبب عوامل مختلفة مثل تغير المناخ والتلوث وسوء الإدارة. ومن الضروري تعزيز الوعي حول الحاجة الملحة لحماية واستخدام مواردنا المائية بطريقة مستدامة وضمان إتاحتها للأجيال القادمة بكميات وفيرة وكافية للاستخدامات المتنوعة بما فيها الشرب والاستحمام والزراعة وصناعة الطاقة. فالحفاظ على نظافة ونقاء مياه أنهار وأراضي التجمع المائي يعد خطوة أولى نحو بناء مجتمع أكثر استقرارا وازدهارا وعلى قيد الحياة.