- صاحب المنشور: نرجس بن خليل
ملخص النقاش:
مع انتشار الألعاب الإلكترونية بشكل هائل بين مختلف الفئات العمرية، أصبح من المهم دراسة تأثيراتها على الصحة النفسية والاجتماعية. هذه الظاهرة ليست جديدة بالطبع؛ حيث كانت هناك محاولات مبكرة لفهم تأثير التلفزيون والأجهزة الأخرى على الأطفال منذ ستينيات القرن الماضي. لكن مع تطور التكنولوجيا وتزايد شعبية الألعاب الرقمية، فإن الأمر يتطلب نظرة أكثر عمقا وجدية.
التأثير النفسي:
تظهر الدراسات الحديثة مجموعة متنوعة من التأثيرات النفسية للألعاب الإلكترونية. فمن ناحية، يمكن لهذه الألعاب تعزيز المهارات مثل حل المشكلات واتخاذ القرار، مما قد يساهم في تحسين الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الضغوط. ولكن من الجانب الآخر، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة إذا تم اللعب بها بكثافة ومفرطة. فقد ترتبط الاعتماد الشديد عليها بالاكتئاب والقلق واضطراب النوم. كما تشير بعض التقارير إلى احتمال وجود علاقة بين العنف في الألعاب والإصابة بأمراض عصبية مستقبلية بناءً على نتائج تجارب مخبرية أجريت على حيوانات التجارب. بالإضافة لذلك، فإن ألعاب الفيديو التي تتضمن عناصر عاطفية قوية أو مواضيع حساسة قد تستغل استجابة اللاعب للعواطف لتزيد الوقت الذي تقضيه داخل اللعبة.
التأثير الاجتماعي:
بالإضافة للتأثيرات الشخصية، تلعب الألعاب أيضا دوراً مهماً في حياة الأفراد الاجتماعية. فهي توفر فرص التواصل والتفاعل مع لاعبين آخرين حول العالم. هذا النوع من اللقاءات الافتراضية لديه القدرة على المساعدة في تطوير المهارات الاجتماعية مثل العمل الجماعي والتعاون والتفاوض. ولكن، في المقابل، يمكن أيضاً أن تدفع البعض نحو الانعزال والعزلة الاجتماعية الحقيقية بسبب القضاء الكثير من وقت الاستمتاع بالعلاقات الواقعية لصالح عالم افتراضي جذاب.
الاستخدام المسؤول:
لتقليل الآثار السلبية المحتملة وتحقيق أكبر قدر ممكن من المنافع، ينصح الخبراء باتباع نهج معتدل عند لعب الألعاب الإلكترونية. يشجع العديد منهم الوالدين والمعلمين والمختصين بتقديم توجيهات مناسبة فيما يتعلق بمشاركة الطفل أو الطالب بنشاطات أخرى خارج نطاق الشاشة. كذلك يشددوا على أهمية وضع حدود زمنية للاستخدام اليومي للآلات المتصلة بالمواقع الإلكترونية وأنواع الوسائط الترفيهية المختلفة