الزرنيخ هو عنصر كيميائي سام يوجد بشكل طبيعي في الغلاف الجوي والتربة والماء، كما يمكن العثور عليه أيضًا في بعض الأغذية والنباتات. قد يؤدي التعرض المستمر للزرنيخ إلى آثار سلبية عديدة على الصحة البشرية، مما يجعله موضوعًا هامًا يجب دراسته وفهمه.
في الواقع، ينتشر الزرنيخ عبر مجموعة متنوعة من مصادر البيئة المختلفة. فهو جزءٌ أساسيٌ من التركيب الطبيعي للأرض، وهو ما يعطيها اللون الأحمر المميز في بعض المناطق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتراكم كميات صغيرة منه في النباتات والمحاصيل نتيجة لاستخدامه في زراعة الأرض. تشمل الأمثلة الغذائية الرئيسية التي تحتوي على مستويات مرتفعة نسبياً من الزرنيخ القمح والأرز والبصل والثوم. علاوة على ذلك، فإن بعض أنواع اللحوم -مثل لحوم الدجاج والدواجن- تحتوي أيضا على نسبة من الزرنيخ.
على الرغم من وجود الزرنيخ في مواد غذائية معينة، إلا أنه يُعتبر عاملاً رئيسيًا في التلوث الكيميائي للمياه الجوفية بشكل خاص. وهذا النوع من التلوث منتشر بشكل ملحوظ في عدة دول حول العالم بما فيها الهند وبنغلاديش والولايات المتحدة وكندا وغيرها. غالبًا ما يحدث هذا عندما تختلط مياه الري أو مياه الشرب مع التربة التي تحتوى على تركيزات مرتفعة من الزرنيخ الناتجة عن عمليات طبيعية أو بشرية مختلفة.
أما فيما يتعلق باستخداماته التجارية والصناعية، فإنه يلعب دور محوري في تصنيع المواد البلاستيكية والمعادن ولوازم الطلاء والدباغة وغيرها الكثير. ومع ذلك، تكمن المشكلة الحقيقية هنا في القدر العالي لسُمِّيته بالنسبة للبشر. فقد صنفته منظمة الصحة العالمية باعتباره أحد العقارات ذات الدرجة الأولى لقدرته على تحريض الإصابة بأنواع متعددة من السرطان لدى البشر. يشكل تناول جرعات ضئيلة ولكن منتظمة للغاية لمدة طويلة مصدر قلق كبير نظرًا لاحتمالية ظهور اضطرابات جلدية حادة واحتمالات زيادة مخاطر أمراض الجهاز الهضمي والقلب الخطيرة.
وبالنظر إلى تأثير هذه المعاناة الشديد على الأفراد المصابين بها، فإن أولى علاماتها الظاهرة عادة ما ترتبط بحالة البشرة. فالجلد يصبح معرض للتغير الملون والشاحب وضعف بصفة عامة، كما أنه عرضة للشعور بالحكة والجفاف والخروج بثور غير معروفة المصدر وغير قابلة للعلاج بالعلاجات التقليدية السائدة حاليا . بالتزامن مع الوقت ، هناك احتمالية لتطور الحالة نحو مرض جلدي سرطاني قابل للاستفحال الأمر الذى سيؤثر بدوره على عمل الجهاز المناعي للجسد كاملا !
إن قرار التعرض لأي مستوى آخر أعلى من حد الأمن المعتدل له ليس بالأمر المغامرة ولا يستحق المخاطرة بالنظر لما تم ذكره سابقا بشأن مؤشرات toxicity الخاصة بهذا العنصر المؤذي للغذاء والإنسان alike , لذلك يعد تجنب جميع مصادر الضرر المرتبط ارتباطا وثيق بسلسلة حياة الفرد أمر ضروري للحفاظ على الصحة العامة كأساس لكل شيء آخر!