علم الفلك، وهو أحد أهم فروع العلوم الطبيعية، يدرس الأجرام السماوية مثل النجوم والكواكب والمجرات وغيرها من ظواهر الفضاء الخارجي. يعود تاريخ هذه الدراسة إلى الحضارات القديمة التي حاولت فهم النظام الشمسي وموقع الأرض فيه، لكن العلم الحديث كرس اهتماما متزايدا لفهم طبيعة الزمكان وتكوين المجرات وتطور النجوم والمادة الداكنة.
منذ بدء الحياة على وجه الأرض، كان البشر مهتمين بمراقبة سماء الليل ورصد حركة النجوم والكواكب. وقد تطورت معرفتنا بهذا العالم الغامض عبر القرون، مما أدى إلى ظهور العديد من الفرضيات النظرية والتجارب العملية. نجح علماء الفلك القدماء في تحديد دورات القمر والشمس واختراع التقويمات لتحديد تواريخ الزراعة والحصاد. بينما توسعنا في مستويات أكثر تعقيداً، طور علماء عصر النهضة نظرية مركزية الشمس والأرض وجذب جاليليو غاليلي الانتباه نحو استخدام التلسكوب لدراسة أجسام سماوية أبعد بكثير عما كان ممكنًا للعين المجردة فقط.
في القرن العشرين، شهد تقدم كبير في مجال الفيزياء الفلكية مع اكتشاف الضوء المنبعث من الأشعة تحت الحمراء فوق البنفسجية وإشعاع ميكروي موجة الراديو والتي سمحت لنا برؤية جوانب مختلفة للكون لم يكن بوسعنا رؤيتها سابقًا باستخدام الطيف الكهرومغناطيسي المرئي وحده. بالإضافة لذلك، ساعدت محاولات تحليل تركيب المواد المختلفة الموجودة داخل مجرتنا ودراسة بنية المجرة نفسها في بناء نموذج حديث حول تشكل المجرات وتحولاتها عبر الزمن الجيولوجي الهائل للكون المتوسع حالياً منذ الانفجار الأعظم الكبير حتى يومنا هذا.
ومن بين المواضيع المثيرة للاهتمام ضمن علم الفلك دراسات علم الكونيات وعلاقة الطاقة السوداء والعصور الأولى كوننا حين كانت درجة حراراته مرتفعة للغاية لدرجة جعلته غير قابل للملاحظة بسهولة اليوم! كذلك هناك مشاريع عملاقة تقوم بها وكالات فضائية دولية للحفر بشكل أعمق ومعرفة المزيد حول أسرار الكون الواسع بما فيها مشروع Gaia الأوروبي الذي يسعى لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد شاملة لأكثر من مليار نجم موجود بالمجرة المحلية درب التبانة. إنه حقا عالم واسع ومتعدد الأوجه يستحق استكشافه!
