- صاحب المنشور: أحلام بن عيسى
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، يبدو التطور التكنولوجي وكأنه يحمل معه وعداً بمستقبل أكثر كفاءة وبأسعار معقولة. ولكن خلف هذه الفوائد الواضحة تكمن حقيقة مؤلمة وهي التأثير السلبي الكبير لهذه التطورات التقنية على بيئتنا. فكل قطعة هاتف ذكي أو جهاز كمبيوتر أو حتى بطارية ليثيوم أيون تحتاج إلى موارد طبيعية هائلة لإنتاجها وتتطلب جهودًا ضخمة لاستخراج المواد الخام اللازمة لها. بالإضافة لذلك، فإن عملية التصنيع والتخلص النهائي لهذه الأجهزة تولد كميات كبيرة من النفايات الخطرة التي تشكل تحدياً بيئيًا كبيرًا.
مواد مثل الكوبالت والأنتيمون والزنك وغيرها الكثير تُستخدم بكثافة في الصناعة الإلكترونية الحالية؛ حيث يتم استخراجها عادة من مناجم عميقة ومحفورة بشدة مما يؤدي إلى تدمير الحياة البرية والنظم الإيكولوجية المحلية. كما يتسبب الاستخدام المكثف للكهرباء أثناء عمليات تصنيع هذه المنتجات في انبعاثات غازات الدفيئة الضارة بالغلاف الجوي للأرض. إن مجرد إعادة استخدام الجهاز مرة واحدة لن يكفي لتغطية الانبعاثات المرتبطة بتصنيعه الأولي.
الأثر المستقبلي
إن الاتجاه نحو المزيد والمزيد من الأجهزة المتصلة - المعروف باسم الإنترنت الأشياء (IoT) - يجعل المشكلة أكثر تعقيدًا وانتشاراً. بحسب دراسة أجرتها شركة جارتنر العالمية لبحوث السوق، من المتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة عبر IoT إلى حوالي 25 مليار جهاز بحلول عام 2030 مقارنة بنحو 8.4 مليار حالياً. كل هذا يعني زيادة هائلة في الطلب على الموارد الطبيعية ولن يصبح الأمر قابل للاستدامة إلا إذا وجدنا حلولاً مبتكرة لمعالجة هذه القضية.
حلول مستدامة
لحماية كوكب الأرض، هناك حاجة ماسة لزيادة الوعي حول هذه القضايا وإطلاق حملات لتشجيع الشركات المصنعة على تبني السياسات صديقة البيئة أثناء العمليات الانتاجية الخاصة بها. كذلك يمكن للمستهلكين خفض تأثيرهم النفسي البيئي عن طريق اختيار شراء منتجات أقل تحتوي على مواد غير قابلة لإعادة التدوير، واستبدال الاجهزة القديمة بأخرى أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، والحفاظ عليها لمدة طويلة قدر الإمكان قبل التخلي عنها.
بالإضافة لما سبق، يعد البحث