- صاحب المنشور: مؤمن بن عاشور
ملخص النقاش:
في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية المتزايدة, يواجه القطاع التعليمي العديد من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للطلبة. هذه الظروف الصعبة تعكس الحاجة الملحة لإعادة النظر في البنية التحتية للمؤسسات الأكاديمية وكيف يمكنها الاستمرار في تقديم تعليم عالي الجودة رغم الضغوط المالية.
التأثير المباشر للاقتصاد على العملية التعليمية
- التكاليف الدراسية: مع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للأسر, أصبح دفع الرسوم الدراسية أمرًا أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من العائلات. هذا يؤدي إلى زيادة معدلات التسرب من المدارس الجامعية وتضييق الفرصة أمام الشباب للوصول إلى فرص التعلم العالي.
- جودة الموارد والبنية التحتية: عندما تواجه المؤسسات التعليمية ضغوطا اقتصادية شديدة، قد تتأثر ميزانيتها لذلك ستقل استثماراتها في تطوير موارد وخدمات مثل المكتبات والمعامل البحثية وغيرها مما ينتج عنه انخفاض مستوى خدمات الدعم المتاحة للطالب.
- الاحتفاظ بالكفاءات: جذب واحتفاظ بالمدرسين ذوي الخبرة والكفاءة يتطلب رواتب تنافسية ومنافع جيدة. ولكن خلال فترات الركود الاقتصادي ، غالبًا ما يتم تخفيض الإنفاق العمومي على الرواتب والمزايا الاجتماعية مما يشكل تهديدا لقدرة الجامعات والحكومات المحلية على الاحتفاظ بأفضل المواهب التدريسية لديهم .
- الابتكار والتكنولوجيا: تمكن بعض المؤسسات التعليمية الحديثة من استخدام التقنيات الجديدة للتغلب على محدودية الأموال واستخدامها في الوسائل البديلة لتوفير محتوى دراسي فعال وبأسعار معقولة عبر الإنترنت سواء كان ذلك عبر دورات افتراضية أو بنوك بيانات رقمية مفتوحة المصدر وغيرها الكثير مما يعطي فرصة أكبر أمام طلبتها للحصول علي مزيداً من المعرفة بكلفة أقل بكثير مقارنة بتلك القائمة عليها بالفعل الآن والتي تعتمد اعتماد كلي تقريبا علیbrick and mortar المعتاد لدينا اليوم والذي شهد تكلفة تصاعديه مستمرة منذ عقود مضت!
إذاً يبدو واضحاً بأن الإعداد لمثل هذه المعوقات المستقبلية ضروري لاستمرارية نجاح أي نظام تعليمي وجاهز له كما فعلت بعض الدول الرائدة عالمياً مؤخراً حيث بدأت مبكرآ بإدراك أهميتها وأتسعت نطاق انتشار حلول مبتكرة مختلفة تركّز جميعها حول نشر ثقافة "التعلم مدى الحياة" داخل مجتمعاتها لتحقيق اهداف وطنية شاملة تتمثل أساساً في دعم مسارات إعادة تأهيل مهني ووظائف جديدة تغذي جهود تحويل المجتمع نحو آليات العمل الذكية الذكية والتقنيات الرقمية الناشئة حديثا وقد أثبتت تلك التجربة فعالية كبيرة خاصة أنها توفر وسائل تدريب متواصلة تشجع الفرد سرعة تعلم المهارات اللازمة لسوق عمل متحور دائما ! وهذه هي الخطوة الأولى نحو نهضة حضارية حقيقة تستوجب تبادل خبرات مشتركة وأفكار خلاقة تساهم فى وضع توصيات عملية قابلة للاستخدام العالمي حتى نعيش عصر جديد قادم بقوة وينذر بمزيدٍ من تغيرات