- صاحب المنشور: خولة الفاسي
ملخص النقاش:
التكنولوجيا أثرت بشكل كبير على جوانب متعددة من حياتنا اليومية، ومن بين هذه الجوانب تأثيراتها على الصحة النفسية خاصة لدى الشباب. مع انتشار الأجهزة الذكية والإنترنت عالي السرعة والتواصل الاجتماعي الإلكتروني، أصبح العالم رقميًا أكثر فأكثر. بينما توفر هذه التقنيات العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المعلومات والمعرفة بشكل غير مسبوق وتعزيز التواصل العالمي، إلا أنها تحمل أيضًا تحديات صحية نفسية محتملة.
زيادة القلق والإجهاد
يمكن للتكنولوجيا أن تتسبب في مستويات عالية من الإجهاد والقلق بسبب الضغط المستمر للحفاظ على الاتصال وتلبية توقعات الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2017، فإن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بكثرة يعانون غالبًا من ارتفاع معدلات القلق مقارنة بأولئك الذين يعتمدون أقل عليها. هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل صعوبة التركيز واضطراب النوم وانخفاض الدافعية الذاتية. بالإضافة لذلك، هناك خطر الوقوع تحت ضغوط "النفس الزائف" الذي تقدمه بعض المنصات الرقمية حيث يتم عرض الحياة الشخصية للآخرين بطريقة قد تبدو مثالية أو كاملة مما يشعر المستخدم بأنه غير كافي أو ناقص مقارنة بهذه الصور المثالية.
العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة
على الرغم من كون الانترنت طريقة فعالة لتوسيع دائرة العلاقات البشرية، فإنه قد يساهم أيضاً في الشعور بالعزلة الاجتماعية والفراغ النفسي. الإنفتاح المتزايد للأشخاص على الواقع الافتراضي قد يحل محل التفاعل الإنساني الحقيقي ويؤدي لنمط حياة خاوٍ اجتماعيًا وهزيل تشعر معه النفس بحاجة أكبر للنعم الغائبة بفعل المغريات المنتشرة حولها والتي ربما تكون بعيدة كل البعد عن الواقع المرئي لهذه الظاهرة التي انتشرت بسرعة جنونية خلال العقود الأخيرة وأصبحت جزء أساسي ومهم جدًا في يوميات الشخص الحديث حتى وإن جاء ذلك بتكاليف صحية واجتماعية قد تكون كبيرة وغير مرئية للعين المجردة ولكنها موجودة بكل تأكد وبدرجة خطورة تحتاج لمزيد من البحث والدراسات العلمية المدروسة لتحليل التأثير السلبي والأثر الطويل لهذا الامر المحتمل حدوثه حاليًا وكذلك فيما هو قادم لاحقا إن لم نتدارك الأمر جيدا وبسرعة قبل تطور المشكلة وانتشار آثارها بشكل مخيف بهذا الشكل المقارب لما يحدث الآن عند استخدام احدى الدول لأسلحتها الفتاكة ضد جيرانها في حرب مدمرة!.
وفي النهاية ، رغم وجود إيجابيات عديدة لاستخدام التكنولوجيا، إلا أنه يتعين علينا التعامل بمسؤولية واحتراف مع هاته الأدوات الجديدة التي تغزو مجالات مختلفة مثل التعليم والصحة والعلاقات الاجتماعية وذلك باتباع نصائح الخبراء ومتابعة دراسات جديدة تبحث باستمرار في الآثار الجانبية لهذه الثورة المعرفية