الطبقة الستراتوسفيرية للأرض، والتي تشكل حاجزاً طبيعياً بيننا وبين الأشعة فوق البنفسجية القاسية للشمس، قد تعرضت لتهديد خطير بسبب ما يعرف بثقب الأوزون. هذا الثقب، الواقع أساسا فوق القارة القطبية الجنوبية ولكنه يظهر أيضا في مناطق أخرى حول العالم، يعود بشكل رئيسي إلى استخدام المواد الكيميائية الضارة مثل مركبات كلوروبروموميثان (CFCs) التي تستخدم في المنتجات اليومية مثل رذاذ الشعر ومبردات الثلاجات والأجهزة الأخرى.
هذه المركبات، عند إطلاقها في الغلاف الجوي, تتفاعل مع جزيئات الأوزون وتدمرها، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في مستوى الأوزون في تلك المنطقة. بدون هذه الطبقة الواقية، تصبح الأرض عرضة لكميات غير صحية وأحيانا خطيرة من الأشعة فوق البنفسجية. هذا يمكن أن يساهم في زيادة معدلات سرطان الجلد، مشاكل الرؤية والإبصار، واضطرابات الجهاز المناعي لدى الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر سلباً على النظم البيئية البحرية والنباتات أيضًا.
على الرغم من الخطورة، هناك جهود مستمرة للحد من هذه المشكلة. بروتوكول مونتريال، الموقع عام 1987، ينص على تقليل واستبدال استخدام المواد المسببة لتلف طبقة الأوزون تدريجياً. وقد أدى تنفيذ هذا الاتفاق الدولي إلى بداية رؤية تحسن ملحوظ في بعض مناطق العالم منذ التسعينيات. ومع ذلك، لا يزال العمل مستمراً لتحقيق هدف إزالة جميع المواد المحظورة بحلول العام 2045 وفقاً لبروتوكول كيوتو.
وفي النهاية، فإن الحفاظ على الصحة العامة والكوكب تتطلب التزاماً مجتمعياً واسعاً والتزام الدول بتقليل استهلاك هذه المواد المدمرة للأوزون.